بالاشتراك تشريعيات: أطباء ومحامون وصحفيون ومهندسون ..عاشوا أهوالا وبلطجة

+ -

إذا كانت السلطة الوطنية للانتخابات قد استعرضت عضلاتها في أول امتحان لها حينما أمسك مندوبوها في الولايات مشرط "الجرح والتغربيل" حاملين لواء تطهير القوائم من "توغل المال الفاسد.. ووقف زحف الديناصورات" وغيرها من "الإنجازات" التي مهّدت الطريق للكفاءات والنخب للتسابق نحو برلمان الجزائر الجديدة، إلا أن سلطة ميلود شرفي تركت المشاركين التواقين للتغيير فرائس لتغوّل محترفي الألعاب القذرة المحسوبين على أحزاب "العهد البائد"، فالشهادات والتقارير والمقاطع المصوّرة أظهرت خللا في الرقابة الميدانية للعملية الانتخابية وكشفت حزبا خفيا متمثلا في جيوش "المؤطرين" و"المتلاعبين" الذين أعادوا أحزاب الموالاة إلى الواجهة "خرق الصمت الانتخابي"، "شراء الذمم"،"البلطجة"،"الإغراء"،"السكن" و"الشغل"، "سلبية المؤطرين أمام الخروقات" تلك عناوين لصرخات المصدومين من ممارسات صاحبت وطغت على تشريعيات 12 جوان التي روّجت لها السلطة على أنها بداية "لبناء مشهد سياسي جديد وبرلمان نابع من العمق الشعبي".. برلمان ظلت قلوب النخب تهوي إليه وعقدت الآمال عليه ليؤسس للجزائر الجديدة، إذ تسابق الطبيب والمهندس والصحافي والمحامي والخبير والمسير والإطار وزبدة المجتمع ليفتكوا مقاعد نيابية، لكن مجريات الاقتراع والكوارث التنظيمية بددت أحلام المشاركين وعززت من مواقف المقاطعين.

مبنى زيغود يوسف الذي عاد إلى التشكيلات المألوفة والمعروفة خسر مجددا معركة التجديد بعدما تبخرت أحلام نخب أفرطت في ثقتها بمحيطهم الاجتماعي من جهة وأساءت تقدير حجمها الحقيقي، بل ثم تركت وحيدة تصارع اختلال موازين القوة الفعلية أمام الصندوق في ظل افتقادها للعدة الحقيقية لسباق لا يعلم مساراته إلا الراسخون في حزب الرداءة، فكما جاء في شكاوى مترشحين، فإن أوراق الانتخابات سرّبت إلى البيوت والمقاهي، وبرز المال والمصروف عصب الانتخاب، بينما حرم المترشحون الأحرار من التواجد في مكاتب الانتخاب.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات