بالاشتراك العزوف عن التجمعات يربك "المتفائلين" بمشاركة عالية

38serv

+ -

قاعات وتجمعات انتخابية شبه خالية و تشويه للملصقات أو لوحات تعليق خالية من صور المرشحين، خلال أسبوعين من الحملة الانتخابية ،ما يفهم منه انه تجاهل من الناخبين للمرشحين وقادة الأحزاب باستثناء القليل منهم ، وهو ما أربك المتفائلين من تسجيل نسب مشاركة عالية متوقعة في 12 جوان المقبل.يدرك الجزائريون انه مهما كانت نسب المشاركة ستصبح الجزائر في اليومين المواليين للاقتراع على أسماء 407 فائز يحملون صفة نائب.و يعزو ملاحظون هذا البرود أساسا لعوامل موضوعية، فالانتخابات التشريعية ورغم تضخيم نسب المشاركة في مواعيد سابقة ، لا تجلب الا قلة قليلة من الناخبين ،بعكس الانتخابات المحلية، بحكم  "الجوار" بين المواطن والبلديةونبهت مصادر سياسية إلى حالة الخوف التي يعيشها مرشحون ، دخلوا الانتخابات في دوائر انتخابية رافضة للمسار الانتخابي واحد من الأسباب الموضوعية لظاهرة برودة الحملة،، وسط معلومات بتلقي مرشحين تهديدات على شبكات التواصل الاجتماعي وعبر رسائل نصية.و في جانب منه  يترجم هذا البرود استمرار حالة الانسحاب من الحياة العامة والشأن السياسي التي يعيشها المواطنون في تعبير عن خيبة أملهم من الوضع العام للبلد. ورفض قطاع منهم المسار الانتخابي الحالي، و "كرنفال" الترشيحات الذي يشبه بسابقة توظيف ، ناهيك عن ظاهرة التجوال السياسي بين القوائم وعمليات التوريث غير المسبوقة.و نبه متتبعون لمسؤولية الخطاب السياسي المتداول خلال قبل الانتخابات وفترة الأسبوعيين الماضيين  من الحملة ،و عجز قيادات حزبية مشاركة في الانتخابات على تطوير خطابها وبرامجها للوصول الى قلب الناخبين عن حالة التجاهل الملحوظة ، و أجمعت اغلب التقييمات الإعلامية للخطاب الانتخابي لتشابه البرامج والأفكار وحالة النرجسية التي يعانيها البعض من القادة السياسيين، في وقت اكتسب الناخبون مناعة أكثر ضد التضليل السياسي الممارس في حقهم عليهم لسنوات و الذي ترجم في الحراك الشعبي وإداركهم -بناء على تجارب سابقة- ان النائب ليس لديه ما يقدمه لهم ، باستثناء رسائل التوصية او مواعيد طبية.و تحولت فقرات من الحملة الانتخابية إلى مشاحنات شخصية وازدراء الخصوم ،  بدل الشجاعة في الطرح ، ونقد داء الفريق الحاكم  وطريقته معالجته للازمات المتعددة التي تعاني منها الجزائر، وخصوصا الصحية منها، والخوف من تناول الملاحقات التي تطال ناشطين في الحراك  الشعبي والمعارضة بل استهدافه بهجمات لإرضاء السلطة ،ما يوحي بوجود بغياب الجرأة في كسر المحرمات تسلل الخوف إلى القلوب من التبعات وخصوصا الحرمان من عضوية البرلمان الذي يتيح لها الحصول على ترقيات اجتماعية لممثليها، و تمويل عمومي لها ، رغم تجميده منذ عامين .وتوجد القوائم في أمس الحاجة لدفعة في الأيام الأخيرة من الحملة لضمان استمرار المؤيدين و الحصول على دعم المتأرجحين و المترددين ، عبر عمليات تصويب ، وطرح القضايا المتعلقة براهن المواطن وحياته اليومية، ولن تضر عمليات استعراض عضلات و تحسين الخطابو لم يكن تعبير رئيس السلطة المستقلة للانتخابات محمد شرفي عن رضاه عن مجريات الحملة ، وإعلانه عدم وجود حاجة لتأنيب الأحزاب والقوائم المشاركة عن التجاوزات المسجلة خلال الحملة من المنافسين او من ممثلي الدولة، الا بيان عن رضا منظمي الانتخابات،  وفرض أجندة انتخابية  لا تحوز على إجماع الجزائريين.لكن هذا الرضا المعلن لا يخفي حالة من الشك في قدرة السلطة على القيام بمهمتها ، فهي لم تطلق عملية التكوين لمؤطريها إلا قبل عشرة أيام من موعد إجراء الانتخابات، في كثرة القوائم والمرشحين ، زيادة على ما يوصف بأنه غموض في بعض مواد قانون الانتخابات وخصوصا ما تعلق منها بتقسيم المقاعد، بين القوائم الفائزة و بين أفراد القائمة الواحدة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات