+ -

غرق ما بين 200 إلى 300 شخص في جنوب السودان أمس عند محاولتهم الفرار من القتال الدائر في مدينة مالاكال، عاصمة ولاية أعالي النيل في الشمال الشرقي الغنية بالنفط، إثر تعرض السفينة المكتظة التي كانت تقلهم لحادث بنهر النيل.وتحاصر قوات رياك مشار المتمردة مدينة مالاكال عاصمة ولاية أعالي النيل المتاخمة للحدود مع السودان، بعد أن فقدت السيطرة عليها في شهر ديسمبر الماضي إثر معارك ضارية مع القوات الحكومية، خلفت عددا كبيرا من القتلى والجرحى والمشردين لجأ بعضهم إلى دولة السودان في الشمال، عبر نهر النيل الذي يعتبر المجرى الملاحي المائي الوحيد الذي يربط دولة جنوب السودان بالعالم الخارجي.وأحكمت القوات الحكومية سيطرتها على مدينة بنتيو النفطية عاصمة ولاية الوحدة الحدودية مع دولة السودان شمالا بعد أن استعادتها من أيدي المتمردين قبل أيام، في حين لا تزال مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي الاستراتيجية شرق البلاد تحت سيطرة القوات الموالية لرياك مشار زعيم التمرد، أين تدور معارك عنيفة بين الطرفين في محاولة من قوات سلفاكير ميارديت لاستعادتها، خاصة وأنها تمثل منطقة ذات رمزية تاريخية باعتبارها مسقط رأس زعيم جنوب السودان جون ڤرنڤ ونقطة انطلاق التمرد الذي قاده ڤرنڤ ضد حكومة الخرطوم في 1983.من جهة أخرى، نفى الناطق باسم جيش جنوب السودان استيلاء المتمردين على مرفأ “مونغالا” النهري الواقع على بعد 50 كلم شمال جوبا عاصمة جنوب السودان على طريق بور، وقال “نحن في شمال مونغالا، ونسيطر كلياً” على المنطقة، مؤكداً أن “معارك مستمرة على بعد 20 كلم جنوب جوبا”، عاصمة الدولة على الحدود مع أوغندا.  وتواصلت المعارك في عدة مناطق من دولة جنوب السودان أمس، وتحدثت مصادر إعلامية عن وجود 30 جبهة اشتباك بين الجيش الجنوبي وقوات رياك مشارفي مختلف مناطق البلاد وبالأخص في ثلاث ولايات شرق وشمال البلاد (جونقلي، أعالي النيل، والوحدة). وذكرت مجموعة الأزمات الدولية أن حصيلة المعارك الجارية في جنوب السودان منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي بلغت 10 آلاف قتيل.وعلى صعيد آخر تواجه مفاوضات السلام في أديس أبابا بين حكومة جنوب السودان والمتمردين عقبة جديدة، إذ اعترض بعض المشاركين على عقد جلساتها في ملهى ليلي في العاصمة الإثيوبية.   ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر مقربة من المفاوضات قولها إن بعض المشاركين غير راضين بسبب الصخب في القاعة ومساحتها الكبيرة وإضاءتها الضعيفة، بالرغم من أن المفاوضات تجري خارج أوقات عمل الملهى.وكانت المفاوضات قد انطلقت أصلا في قاعة أخرى في فندق شيراتون بالعاصمة الإثيوبية، ولكن توجب تغيير المكان إلى الملهى الملحق بالفندق، نظرا لأن القاعة الأصلية كانت محجوزة سلفا من قبل وفد ياباني.ولم يتمكن لحد الآن طرفا النزاع من الاتفاق على وقف إطلاق النار بسبب رفض سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان التي تأسست منذ ثلاث سنوات إطلاق سراح 11 سياسيا من أنصار الزعيم المتمرد رياك مشار، نائب رئيس دولة جنوب السودان المقال الصيف الماضي، والذي اشترط إطلاق سراح هؤلاء السياسيين ليشاركوا في المفاوضات السياسية الجارية في العاصمة الإثيوبية أديسا بابا تحت رعاية مجموعة شرق إفريقيا “الإيغاد”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: