“غاز بروم” أكبر المستفيدين من تراجع الصادرات الجزائرية

+ -

 ساهم تراجع الإمدادات الجزائرية من الغاز الطبيعي إلى أوروبا، في انتعاش الطلب عند شركة غاز بروم الروسية، التي أعلنت أن وارداتها من الغاز إلى أوروبا ارتفعت بنحو 16 بالمائة، لتصل إلى 162.7 مليار متر مكعب خلال سنة 2013، من مجموع إنتاج وصل إلى 487.4 مليار متر مكعب.وعبرت غاز بروم في بيان لها، أمس، عن رضاها البالغ بنمو الطلب الأوروبي على الغاز الروسي. مشيرة إلى أن ارتفاع مبيعاتها يتزامن تحقيقها لزيادة في إنتاج حقولها، من 400 مليار متر مكعب سنة 2012 إلى 487.4 مليار متر مكعب سنة 2013. وأوضح البيان أن الشركة الروسية لديها حاليا قدرة إنتاجية بـ 617 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا.وبعد أن عرف انكماشا ملحوظا في 2012، استعاد الطلب على الغاز الروسي في أوروبا عافيته في 2013، بفعل موجة البرد القوية التي عرفتها القارة العجوز، وانخفاض الإمدادات الغازية من الدول الإفريقية المصدرة، لاسيما الجزائر وليبيا ونيجيريا، إلى جانب النرويج وقطر والمملكة المتحدة، حسب ما ذكرته لـ “غاز بروم إكسبورت”.وأضافت “غاز بروم إكسبورت” التي تعتبر الفرع العملاق الروسي المتخصص في التصدير، أن أسعار الغاز في العقود الأوروبية للشركة، انخفضت بواقع 5.5 بالمائة خلال السنتين السابقتين، حيث وصل السعر إلى 380 دولار لكل ألف متر مكعب في 2013، مقابل 402 دولار في 2012.وسجل إنتاج الغاز الجزائري المعد للتصدير تراجعا محسوسا، بحيث بلغ أقل من 55 مليار متر مكعب في 2013، من مجموع إنتاج مقداره 63 مليار متر مكعب، في وقت ما زال الاحتياطي يسجل استقرارا في مستوى 4500 مليار متر مكعب، مما يجعل  الجزائر حسب تقديرات الهيئات المختصة من أهم الدول الفاعلة في مجال الغاز في إفريقيا. ويأتي تراجع الصادرات الجزائرية في ظل التعطل الجزئي لمركب تيقنتورين الغازي الذي يمثل 17 بالمائة من مجموع الصادرات إثر الهجوم الذي استهدفه في بداية العام الماضي، إلى جانب تأخر الجزائر في دعم طاقتها الإنتاجية، خاصة مع تراجع مردود آبارها الحالية وضعف عمليات الاستكشاف المحققة.وحسب آخر تقرير لمحافظ بنك الجزائر محمد لكصاسي أمام نواب البرلمان، فإن مداخيل الجزائر فقدت 6 مليارات دولار أمريكي في النصف الأول من العام الماضي بسبب تراجع صادرات المحروقات بنسبة 14.31بالمائة، بحيث بلغت الصادرات الإجمالية 32.14 مليار دولار مقابل 37.50 مليارا خلال نفس الفترة من العام الماضي. وتمثل الصادرات الغازية حوالي 40 بالمائة من مجموع ما تدره مداخيل المحروقات، والباقي موزع بين البترول الخام ومشتقاته خاصة المكثفات.ومن بين أسباب تراجع صادرات الغاز الجزائرية إلى أوربا، تضرر إيطاليا وإسبانيا الكبير من آثار أزمة الديون التي تعصف بأوربا، وهما الدولتان اللتان تربطهما بالجزائر 3 أنابيب لنقل الغاز. وانخفضت الواردات الإيطالية إلى النصف سنة 2013 لتصل إلى 10 مليار متر مكعب، بعد أن سجلت 20.5 مليار متر مكعب في 2012.من جانب آخر، تسبب تأخر أعمال الصيانة التي تعرفها مصفاة سكيكدة عن موعدها المقرر، في إحداث أزمة تموين بالغاز الطبيعي “المميع” في جنوب فرنسا وإسبانيا وحتى إيطاليا، مما دفع هيئات الرقابة في هذه الدول إلى دق ناقوس الخطر خوفا من ندرة تتزامن مع موجات البرد القارس التي تشهدها المنطقة.وكانت لجنة تنظيم الطاقة في فرنسا، قد أصدرت بيانا تحذر فيه من وجود “توترات” هامة في سوق الغاز بجنوب فرنسا، خاصة مع دخول فصل الشتاء. ولاحظت اللجنة أن الأسعار تشهد ارتفاعا كبيرا خلال الأسابيع الأخيرة في آسيا، مما عزز من وصول الحاويات إلى آسيا بدل السوق الأوروبية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: