الروائي الإريتري حجّي جابر في حوار لـ"الخبر"

38serv

+ -

 

استحضر الكاتب الإريتريّ حجي جابر، في روايته "رامبو الحبشيّ"، صوت المرأة الهررية (الحبشية) التي تعرف عليها الشّاعر الفرنسيّ "أرثر رامبو" خلال إقامته في منطقة "هرار" (شرق الحبشة)، على ثلاث مراحل بين 1880 و1890، فغيبّها في رسائله لأمه وفي نصوصه الكثيرة، ورفض أن يذكرها ويجعل لها حضورًا. فمارس عليها التغييب وتصرف بعقلية كولونياليّة، رغم العلاقة الغراميّة التي كانت بينهما. أخذ منها ما كان يجب أخذه، مثل أي كولونياليّ حط الرحال بأراضي المستعمرات، ثم تركها في غياهب النسيان، لا أثر لها، ولا حضور، إلى أن جاء حجي جابر، فاستحضر صوتها مجددًا ونسج رواية حولها وأعطاها اسمًا، بطريقة توحي بأن روايته جاءت لمعارضة الممارسات الكولونياليّة، وكسر علاقة الكولونياليّ بالشرق (أو الجنوب)، كعلاقة قائمة على "الجسد"، ونُكران الإنسان وحضوره وثقافته. فانتقم للمرأة الهررية، حين أعطاها حضورا قويًا في الرّواية، وتوغل في أعماقها، ورسم شخصيتها بذكاء. وجعل من الرّواية الّتي هي في الأصل سلاح إمبراطوري كولونيالي لممارسة السيطرة على الآخر (الشرقيّ)، وسيلة إبداعية لدحض تلك الروح الإمبراطورية المتعالية. وهنا تكمن أهمية رواية "رامبو الحبشيّ" التي تندرج ضمن الأعمال الإبداعيّة الكبيرة التي تُعري الكولونيالية وتفضح تجاوزاتها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات