لم تفض المفاوضات التي أجريت بين الجزائر وفرنسا خلال الزيارة التي قام بها الوزير الأول، جون مارك آيرولت، إلى أي نتيجة، رغم حضور مدير شمال إفريقيا لمجمع “توتال”، جون دانيال بلاسكو، حيث لم يتوصل الجانبان إلى صيغة توافقية بخصوص عدد من القضايا، على رأسها مسألة سعر الغاز الذي تريده باريس مدعما، بينما ترفض الجزائر المقترح بصفة قطعية. وساهمت الإخفاقات المتتالية في طي الجزائر ملف مشروع تقدر قيمته بـ5 ملايير دولار، وعرف تأخرا كبيرا.أفادت مصادر مطلعة بأن الجزائر تكون قد حسمت نهائيا في مصير المشروع الذي استفاد من عدة مزايا، في إطار المفاوضات التي بدأت بين كلود غيون حينما كان أمينا عاما للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والوزير الأول السابق أحمد أويحيى، وتواصلت بمعية المسهل الفرنسي جون بيار رافارين، إلا أن المشروع تعثر مرارا منذ 2007 ولم يعرف طريقه إلى التجسيد وإن منحت له كافة التسهيلات، فقد حافظت مجموعة “توتال” على كافة شروطها بما في ذلك تطبيق قوانين الاستثمار السابقة، أي الحفاظ على الأغلبية 51 بالمائة، وتأخير تطبيق القوانين المتعلقة بالتحويل المالي، وإمكانية الحصول على موارد خارجية لتمويل المشروع، بل فرضت حتى دخول شريك جديد ممثل في القطرية للبترول بنسبة 10 في المائة وتعديل بنية المساهمين المشكلة من نسبة 41 في المائة لـ”توتال” والقطرية للبترول بـ10 في المائة، مقابل 49 في المائة لسوناطراك.وظلت مسألة تزويد المركّب بالغاز المدعم أحد أهم العقبات، تضاف إليها إمدادات المادة الأولية التي تبين عدم توفرها بالكميات الضرورية. وفي الوقت الذي حاولت باريس إقناع الطرف الجزائري بضرورة اعتماد سعر غاز مدعم، رفض الجانب الجزائري تطبيق السعر المدعم لمشروع موجه أساسا للتصدير، في حين شرعت الجزائر في اقتصاد استخدام الغاز لمشاريع بتروكيميائية مكلفة جدا ومستهلكة كثيرا للغاز الذي بدأت احتياطاته تتراجع، وضغط الاستهلاك المحلي يتزايد.ويعكس مشروع “توتال” أحد أهم إخفاقات الشركة الفرنسية “توتال”، وأحد أهم المشاريع البينية المعلقة والوحيد الذي عجز جون بيار رافارين عن تذليل عقباته، رغم المحاولات المتواصلة والاجتماعات المتتالية للتوصل إلى حل وصيغة توفيقية بين الجانبين، سواء على مستوى سوناطراك و”توتال” أو مسؤولي قطاع الطاقة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات