أكد مركز الحوار الإنساني، الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، أن الجزائر قادرة أن تساهم بقوة في مساعدة الليبيين في حل الأزمة في بلادهم واسترجاع السيادة وتأمين مؤسسات الدولة الليبية.وقال المدير العام للمركز، جرالد ديفيد جون، الذي يقوم بزيارة عمل إلى الجزائر، على رأس وفد من الخبراء - في إطار مسعى تعزيز دور دول الجوار الليبي من أجل إنجاح عملية السلام وتكريس حل سياسي يحترم وحدة وسيادة الشعب الليبي - في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بأن الجزائر"من بين أكبر دول الجوار، التي بإمكانها أن تلعب دور رئيسي في حلحلة الازمة الليبية".وأشار إلى أن الجزائر تلعب دور"جد مسؤول وسيد " في مساعي حل الازمة الليبية "رغم المخاطر الموجودة حاليا"، مضيفا أن "هذه هي اللحظة المناسبة لتلعب دورا أساسيا في هذه المرحلة الحاسمة".وذكر في هذا الاطار، أن الجزائر"جد مسؤولة وتبذل مجهودا كبيرا، لتبقى حيادية وتترك مسار الحل لليبيين"، لافتا إلى أنه "حتى الليبيين يأملون في أن تساهم الجزائر في تسوية النزاع .وابرز ذات المسؤول ان "دور الجزائر مهم خاصة مع تدويل الأزمة الليبية"، لافتا الى أن "التدخلات الأجنبية في ليبيا لم تعد تخفى على احد، بما فيه بعض الدول التي تمون بالأسلحة، ما يفتح الباب أمام كل الاحتمالات".وفي حديثه عن الوضع في ليبيا، قال المدير العام للمركز أن "الوضع هش جدا.. لكن أحسن مما كان عليه.. ولسنا بعيدين عن عودة السلم"، مضيفا أن هناك "مستوى من الوفاق بين طرفي النزاع لكن يجب أن تكون هناك جهود دبلوماسية لدعم مسار الحل السلمي". وأكد في هذا الشأن أن الجزائر تساند هذا المسار. وذكر ذات المسؤول أن "هناك اتفاق وقف إطلاق النار ساري المفعول في الميدان، وهذا الاتفاق كاف، ليكون ضمان لعودة الاستقرار إلى ليبيا".وفي رده على سؤال حول مقترح الامين العام للأمم المتحدة ، انطونيو غوتيريس، بخصوص إرسال بعثة أممية لمراقبة وقف إطلاق النار في ليبيا، قال أنها" تصريحات جيدة"، ومن شأنها، "تقوية الثقة"، لكن يبقى المهم، يضيف المتحدث، هو "إرادة الليبيين" و"مساعدة دول الجوار، كوسيط، لتسوية النزاع".واعتبر أن ما تقوم به المبعوثة الأممية في ليبيا، ستيفاني ويليامز،"عمل ممتاز" بالنظر إلى "الوضعية المعقدة و تعدد أطراف الازمة، ولامبالاة البعض"، ما يتطلب - كما قال- "العمل بصدق"، معبرا عن "تفاؤله الحذر بخصوص التوصل إلى تسوية للنزاع في ليبيا".من جهته، أكد المستشار الخاص بشمال افريقيا وغرب آسيا بمركز الحوار الإنساني، أمية الصديق، أنه تم الاتفاق خلال استعراض الوضع في ليبيا مع المسؤولين الجزائريين على أن "نهتم بمبادرة تكون مبنية على الواقع الجغرافي، أي أن تكون ركيزتها الاساسية دول الجوار"، مشددا على أن "الجزائر قادرة اليوم على أن تساهم بقوة في انقاذ الموقف في ليبيا".وأكد أن النقاش مع المسؤولين الجزائريين كان "صريح و عميق في نفس الوقت"، مضيفا : "آراءنا كانت متقاربة في كيفية التعامل مع القضية الليبية، ومع كل ما يمكن أن يمس الاستقرار في المنطقة"، وتابع "قمنا بتقييم مسار الحل، وما هي النقائص التي يمكن أن تكون السبب في استمرار الازمة الليبية"، مضيفا "اتفقنا على تثبيت قناة للتواصل والتشاور والتعاون، لمساعدة الأخوة الليبيين في حل الازمة، وعلى استرجاع السيادة، وتأمين مؤسسات الدولة الليبية".وقال أمية الصديق أن "النقاش بين خبراء المركز والمسؤولين الجزائريين سيمتد إلى مختلف القضايا غير الملف الليبي، والتي تهم أمن المنطقة بصفة عامة".وأكد على ضرورة "توحيد الجهود بين دول الجوار"، قائلا "نحن في لحظة مهمة و دقيقة جدا اذا لم يأتي المسار السياسي بأٌكله هذه المرة سيفقد الليبيون ثقتهم في المسار السياسي، ويمكن الرجوع إلى خيارات عسكرية، و تعميق الأزمة". ولفت ذات المتحدث إلى أن هناك "أطراف دولية تراهن على الانقسام لتعميق الأزمة في ليبيا".وتأتي زيارة العمل لوفد خبراء مركز الحوار الإنساني الى الجزائر، برئاسة المدير العام للمركز، جرالد ديفيد جون، خلال الفترة الممتدة بين 4و 6 من الشهر الجاري في إطار مسعى تعزيز دور دول الجوار الليبي من أجل إنجاح عملية السلام، وتكريس حل سياسي يحترم وحدة وسيادة الشعب الليبي.كما تندرج هذه الزيارة في إطار التفويض الممنوح للمركز من قبل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، لتسهيل مسار ملتقى الحوار السياسي، وإنهاء النزاع في ليبيا من خلال إتاحة فرص المشاركة للفاعلين الأساسين وتوفير قنوات للحوار لضمان مشاركة جميع الأطراف الليبية المعنية.وخلال زيارته إلى الجزائر، استعرض خبراء المركز مع المسؤولين الجزائريين الوضع في ليبيا، وكذا نشاطات المركز، لدعم الحوارات الوطنية في مختلف أنحاء العالم، كما تم عرض المقاربة الجزائرية لتسوية سياسية للأزمة الليبية على أساس احترام سيادة ليبيا، و وحدتها الترابية دون تدخل خارجي.و تهدف المقاربة الجزائرية إلى إقامة حوار شامل تشارك فيه جميع مكونات الشعب الليبي، بهدف الوصول إلى استعادة السلم والاستقرار في مختلف أنحاء التراب الليبي ضمن حل سياسي يقوده الشعب الليبي السيد وذلك في إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات