اقتطع فيروس كورونا المستجد عاما كاملا من أعمار الجزائريين وسلبهم صلواتهم وأفراحهم ومجالسهم وأموالهم، وحتى جنائزهم التي صارت دون تأبين ولا تكفين.. ولم يكتف بذلك، بل ضخ في ما تبقى لهم من حياة حزنا وقلقا واضطرابا، وألحق بهم هزائم وتشوهات نفسية، لكن الجزائريين الذين كانوا يخوضون معركة تغيير سياسية، وصراعا مع فيروس أكبر هو الفساد، وجدوا أنفسهم بلا زاد أمام الوباء، فلا تدابير الحجر من بنات أفكارنا ولا الوسائل الطبية من صنع أيدينا ولا اللقاح من وحي عقولنا، ورغم ذلك ظللنا صامدين بصدور عارية، لا يحمينا سوى أصحاب المآزر البيضاء.
يمرُّ الجزائريون إلى عام 2021 محملين بمزيج من الحزن والأمل.. حزن على قرابة 3 آلاف شخص خطفهم مرض كوفيد 19، وأمل في لقاح وقدرة قادر على رفع الوباء، لتبقى أفاعيل الفيروس ماثلة في أذهان الناس، تؤرخها وتوثقها صور الموتى على صفحات "المبكى" الافتراضي الذي عجَ بمناشير النعي والعزاء كما لم يحصل منذ إنشائه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات