لقاء تمهيدي بين المعارضة السورية والنظام في قرطبة

+ -

 تتواصل جهود العواصم الغربية لضمان انعقاد مؤتمر جنيف 2 في آجاله المحددة، من خلال الضغط على أطراف المعارضة السورية لتوحيد صفوفها وتشيكل وفد متجانس ومتوافق في المواقف لتمثيل المعارضة في مؤتمر الحل السياسي، وهو ما هدف إليه مؤتمر قرطبة المنعقد في بإسبانيا يومي الخميس والجمعة. وشهد المؤتمر حضور ممثلين عن أغلب التشكيلات السياسية والعسكرية المعارضة السورية، يتقدمهم ممثلون عن الائتلاف المعارض، إلى جانب شخصيات معارضة من داخل سوريا وعناصر من الجيش الحر والجبهة الإسلامية وغيرهم من الناشطين السوريين المعارضين، بما فيهم ممثل عن النظام السوري، وفقا لما أكده المعارض السوري المشارك في مؤتمر المعارضة كمال اللبواني.وبينما جددت الخارجية الأمريكية، على لسان المتحدثة باسمها، جين بساكي، استياء إدارة البيت الأبيض من الخلافات التي تستمر في تقسيم المعارضة، أياما قبل انعقاد مؤتمر الحل السياسي، طالب وزير خارجية إسبانيا، خوسيه مانويل جارثيا مارجايو، من 150 شخصية سورية معارضة المشاركة في مؤتمر قرطبة، أمس، تقديم ما أسماه بـ”التنازلات” من أجل التوصل إلى حل سياسي يُنهي النزاع المسلح، فيما طالبت جماعة الإخوان المسلمين السورية، والتي لم تشارك في مؤتمر قرطبة، المجتمع الدولي بالحصول على ضمانات بضرورة تطبيق مقررات جنيف 1 والمتمثلة أساسا في تشكيل سلطة انتقالية كاملة الصلاحيات لا يكون للرئيس السوري بشار الأسد ولا رموز النظام الحالي أي دور فيه.ويرى المتابعون للشأن السوري أن اجتماع قرطبة محاولة جديدة من العواصم الغربية التي تدعم إنهاء الصراع المسلح في سوريا عبر إيجاد أرضية تفاهم بين الفرقاء من خلال مؤتمر جنيف 2، في تأكيد على فشل الائتلاف في تأدية الدور المنوط به، بعدما اتضح بشكل لا يقبل الشك تبعثر جهود المعارضات السياسية والعسكرية السورية بين ولاءات خارجية تتعارض فيما بينها. إلى ذلك، يؤكد المراقبون أنه على الرغم من تأكد غالبية العواصم الغربية بفشل الائتلاف في تأكيد مصداقية تمثيله للمعارضة والثورة السورية، إلا أنه يستمر في دعمه، في إشارة إلى أن اجتماع قرطبة لا يهدف إلى تشكيل كيان سياسي معارض جديد بقدر ما يسعى إلى تفاهم المعارضات السورية على تشكيل وفد متجانس، بما فيها الجماعات الإسلامية المسلحة المعتدلة، وفقا لتصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية بساتكي، لحضور مؤتمر الحل السياسي المقرر في 22 جانفي. وكانت الخارجية الأمريكية أكدت أن الوزير جون كيري سيشرع في سلسلة من الزيارات لاستكمال آخر تفاصيل مؤتمر جنيف، حيث من المقرر أن يلتقي في باريس بعد غد الإثنين نظيره الروسي، سيرغي لافروف، على هامش اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا، للتباحث حول القائمة النهائية للدول المشاركة في مؤتمر جنيف، على أن يلتقي بوزير خارجية فرنسا، لوران فابيوس، للتباحث في ذات الشأن، إلى ذلك أكدت مصادر من الائتلاف المعارض أن الفصل النهائي في مسألة المشاركة في مؤتمر الحل السياسي سيتم خلال الاجتماع المقرر في 17 من الشهر الحالي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: