+ -

 كانت باريس، ظهيرة أمس، القلب النابض لكل بلدان العالم المنددة بالإرهاب، وذلك من خلال رفعها التحدي في مسيرتها التاريخية التضامنية مع ضحايا الهجمات المسلحة التي ضربتها في عقر دارها على مدار ثلاثة أيام سوداء دامية خلّفت 17 قتيلا.المسيرة برهن فيها المجتمع الفرنسي بمختلف أعراقه وطوائفه وبتنوع جالياته وأجناسه، وحتى أعماره، على الوقوف وقفة واحدة ضد الإرهاب والعنف للدفاع عن حرية التعبير من خلال الحشود التي خرجت للمشاركة في المسيرة الجمهورية، والتي انطلقت من مختلف الفروع والمنافذ لساحة الجمهورية. وكان مقررا انطلاق المسيرة في حدود الثالثة بعد الزوال والتوجه إلى نقطة الوصول بساحة الأمة، لكنها تأخرت بساعتين بسبب تجمدت الحشود الضخمة التي تجمعت منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، واستعصى على الجميع التقدم بأي خطوة نظرا للاكتظاظ الذي لم يكن متوقعا من قبل المنظمين، وحتى من قبل الحكومة التي دعت إلى الخروج بقوة، ما صعب عليها الأمر في تحديد العدد النهائي للمشاركين، فيما أعلن المنظمون عن مشاركة أزيد من مليون شخص، لتبقى الأرقام المقدمة غير نهائية.اختارت “الخبر” تغطيتها الميدانية للمسيرة من ساحة الجمهورية وقبلها من ساحة “لاباستي”، أين تجمع ممثلو كل هيئات الجالية المسلمة التي حضرت بقوة، يتقدمهم عميد مسجد باريس الدكتور دليل أبو بكر الذي حضر على كرسي متحرك، إلى جانب مدير معهد الغزالي بباريس الدكتور صديقي جلول، والمئات من الأئمة ساروا إلى جانب مختلف الشخصيات السياسية الفرنسية وعمدة باريس، مقدمين بذلك صورة حية على أنهم فرنسيون مسلمون ينبذون كل أنواع العنف والتطرف الديني، مدافعين عن حرية التعبير. وبالرجوع إلى ساحة الجمهورية التي عجت بالحشود، رافعة العديد من الشعارات منها “الحب أقوى من الكراهية” و”لا للإرهاب والعنف الجسدي” و”أنا شارلي”، وكذا شعارات أخرى تظهر الأنبياء الثلاثة “عيسى وموسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام بلغوا كلهم رسالة سلام” و”لا لاغتيال حرية التعبير”.كما رفع متظاهرون مجسمات كبيرة لأقلام رصاص ونعشا على شكل قلم رصاص كذلك، تم وضعه تحت تمثال ماريان بالساحة، وهو تمثال المرأة التي تجسد مبادئ الحرية، حرية والتعبير، وحتى الأطفال لم يتخلّفوا عن هذا الموعد. كل المتظاهرين الذين تحدثت إليهم “الخبر” بساحة الجمهورية، ووصولا إلى ساحة الأمة، أجمعوا على أنهم نجحوا اليوم من خلال هذه المسيرة التاريخية الباريسية في توجيه رسالة قوية للالتحام الوطني والتعايش الأخوي بين كل الجاليات، كما رفرفت أعلام العديد من الدول، منها الجزائر وتونس والمغرب والبرتغال وإسبانيا وسط الساحة.للإشارة، فإن المسيرة تقدمها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلى جانب ما يزيد عن 44 من قادة دول العالم و70 شخصية سياسية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: