+ -

كل الجزائريين إلا قليلا، شق عليهم حال الرئيس بوتفليقة، عندما شاهدوه على شاشة التلفزيون، كما لم يروه من قبل، بعضهم بكى لحاله، كان وجهه شاحبا وعيناه جاحظتين، يحرك يده بثقل، ورجلاه لا تسعان الوقوف.عدا كل الجزائريين الذين شاهدوا حالة الرئيس التي تشق القلوب، هناك قلة تشذ، وزمرة تتفرد، تعتقد أن لها عينا ثالثة، ترى ما لا يراه الجزائريون، وتزعم أنها تمسك بالحقيقة في يدها، وتعصم راهن البلاد المريض في كف الرئيس الذي قال عام 1999 في حملة التعبئة لمشروع الوئام المدني “لم آتيكم على كرسي العصمة”.فرقة رباعي “العمامرة والزمامرة “ التي تخصصت في أداء أغنية واحدة “العهدة الرابعة” بدفدقة لحن واحد، على طريقة الفنان المصري شعبان عبد الرحيم، استزادت بالمغني الطبيب جمال ولد عباس.كنت أحسب أن الطبيب أرحم عباد الله بخلق الله، لكني تذكرت أن الطبيب ولد عباس كان وهو وزيرا للتضامن، يزور الأطفال المصابين بحالات مرضية خاصة، يمثل عليهم أمام كاميرات التلفزيون ويعدهم بالعلاج، ثم ينسل إلى غير رجعة.ما أعرفه عن المغنين أن قلوبهم رهيفة وأحاسيسهم رقيقة، لكن فرقة رباعي “العمامرة والزمامرة” غاشمة وظالمة لا ترحم الرئيس المريض، وتصر على أن تنهي مساره العامر وعمره الحافل، برسم أخير لصورته، كرئيس يتمسك بالسلطة والحكم ويتشبث بالكرسي.ربما ترغب فرقة “العمامرة الزمامرة” في تكريم الرئيس بوتفليقة، بالمزايدة فيه وله وعليه بالعهدة الرابعة، لكن التكريم الحقيقي هو حفظ شرف الرئيس وصورته كرمز للأمة، واحترام كرامته، والتوقف عن إهانته بتلك الصور المؤلمة والقاسية.هؤلاء الذين لم تكن لهم رحمة بالعزيز ولي النعمة، أفسيكونون رحماء بالشعب..؟ أشك في ذلك....، ثم من أين تأتي الرحمة للرئيس بوتفليقة، من الطبيب الذي مثّل طويلا على الأطفال المرضى، وأي سبيل للرحمة عند الذي كسر عمود بيت ترعرع فيه لعقود، من أين تأتي الرحمة عند من باع القضية الأمازيغية بـ”قشور الفول”، ومن أين تأتي الرحمة عند من لم يرحم سهوب الأغواط وإبل الجلفة؟الرئيس لا يحتاج إلى “خبل” يبتاعون اسمه وصورته، لكنه يحتاج إلى شعب يكرمه بمخرج مشرف، والجزائر تحتاج إلى الصدق والصادقين، والابن العاق ليس فقط الذي يشق عصا الطاعة، لكنه أيضا ذلك الابن الذي يحمّل كبير العائلة ما لا طاقة له به.... “أحشموا على عرضكم”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات