قال الشّيخ إبراهيم محمّد عبد الله الحسني: (النّوم حالة تعرض للحيوان، فتسترخي أعصاب دماغه، قيل من رطوبات الأبخرة المتصاعدة، وقيل بسبب ريح إذا شمّها أذهبت حواسه، وقيل إنّما النّوم انعكاس الحواس الظّاهرة إلى الباطنة حتّى يصح أن يرى الرؤيا) اهـ.والنّوم الثقيل هو الّذي يغيب فيه العقل، وله علامات كثيرة منها: سيلان الرّيق، وانقطاع الأصوات عن النّائم، وسقوط ما بيده، ونحو ذلك، وهو ينقض الوضوء عند المالكية سواء قصرت مدّته أو طالت، وسواء كان النّائم مضطجعًا أو ساجدًا أو جالسًا أو قائمًا. أمّا النّوم الخفيف، فلا ينقض الوضوء عند المالكية، لكن يُستحبّ الوضوء منه إذا طالت مدّته.وبنى المالكية المسألة من حديثين هما: حديث صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، قال: كان رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفَرًا أَنْ لَا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ إِلَّا مِنْ جَنَابَةٍ، وَلَكِنْ مِنْ غَائِطٍ وَبَوْلٍ وَنَوْمٍ”. وحديث سيّدنا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قال: “كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْتَظِرُونَ الْعِشَاءَ الآخِرَةَ فَيَنْعِسُونَ حَتَّى تَخْفِقَ رُءُوسُهُمْ، ثُمَّ يُصَلُّونَ وَلا يَتَوَضَّئُونَ” رواه مسلم.فحملوا حديث أنس على النّوم اليسير الّذي يشعر الإنسان فيه بالحدث لو حدث، وحديث صفوان على النّوم الثقيل الّذي لا يشعر الإنسان فيه بالحدث ولا بما يحدث حوله.ويؤيّد هذا ما جاء عن سيّدنا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: “الْعَيْنُ وِكَاءُ السَّهِ، فَمَنْ نَامَ فَلْيَتَوَضَّأْ” رواه أبو داود وابن ماجه. (الوكاء: هو الخيط الّذي تُشَدُّ به القِربة. والسَّه: أي المؤخّرة أو مخرج الغائط).إمام وأستاذ رئيسي-الجلفة
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات