+ -

الفرق بين أوزيبيو في البرتغال وزيتوني في الجزائر؟ هناك أقاموا حدادا لمدة ثلاثة أيام على جوهرتهم السوداء وعندنا اقتصر الحديث عن مصطفى زيتوني الذي غادرنا في نفس يوم رحيل أوزيبيو، على مقالات قصيرة وتعاليق تلفزيونية تعيد علينا كلها صورة تدخله على خط المرمى منقذا المنتخب الفرنسي من الإقصاء من كأس العالم 1958.هي لقطة نشاهدها في ملاعب كرة القدم كل أسبوع ولا تعني الشيء الكثير بالنسبة لمن يشاهد اللقطة بعد 50 سنة من تلك المباراة. وحتى من شاهدوها آنذاك لا يحتفظون بها كثيرا كون المنتخب الفرنسي أقصي بعدها من المنافسة وانتظر 40 سنة بعدها ليفوز بكأس العالم.ثم ماذا يهمنا نحن إن كان زيتوني أهل أو تسبب في إقصاء أصحاب الزي ثلاثي الألوان في وقت كان الجزائريون معزولين عن العالم، لا يشاهد التلفزيون ولا يتابع لقطات زيتوني إلا القليل منهم؟ قيمة الراحل مصطفى زيتوني إذن ليست في اللقطة التي يقدمها لنا عنه الفرنسيون، بل في موقفه النضالي. الرجل كان سيخلد اسمه في تاريخ الكرة العالمية لو واصل مشواره، لكن سيبقى العالم يجهل أنه جزائري ومن يدري من دون موقف زيتوني وكل من ضحى بمستقبله ومشواره المهني وحياته... آنذاك متى سيكتشف العالم أن هناك شعبا جزائريا.من لم يكن يسمع بالقضية الجزائرية في أي قارة، اطلع دون شك على خبر فرار لاعبين كانوا يحضرون للمونديال مع المنتخب الفرنسي آنذاك، وكل من اطلع على هذا العنوان العريض جلبه الفضول لقراءة قضية هؤلاء اللاعبين الفارين عشية المونديال. ويحق لروح زيتوني أن تبقى خالدة في مخيلة الشباب الجزائري حتى تساهم صورة زيتوني ربما في إخراجهم من اليأس والرغبة في الحرڤة... لأنهم لا يعرفون معنى آخر للحياة سوى تلك السيارات الفاخرة التي يشاهدونها عند من احتكروا خيرات هذا البلد وحرفوا فيه كرة القدم عن رسالتها الأخلاقية ونسوا زيتوني ونسوا الشهداء ونسوا الشباب[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات