نازحو غزة.. من البيوت المدمرة إلى جحيم الصقيع

+ -

 تفاقمت أوضاع أهالي قطاع غزة بعد غرقه في مياه الأمطار وانسيابها داخل منازلهم جراء المنخفض العميق الذي ضرب المنطقة. وتسبب البرد الشديد في زيادة معاناة أصحاب المنازل المدمرة، الذين يقيمون في مركز إيواء تابع لوكالة الغوث الدولية.يصرخ النازحون من شدة البرد باحثين عن معطف في كومة من الملابس في مركز إيواء النازحين في بلدة خزاعة جنوبي قطاع غزة.. صرخاتهم عبّرت عن مدى تذمرهم جراء سكنهم في مركز إيواء، فيما لاتزال إعادة إعمار منازلهم حلما.وغير بعيد عن كرفانات الإيواء مثل “دموع الحزانة” تتسرب الأمطار إلى داخلها عبر فتحات، ويحاول المواطن محمد أبو الطيب التكيف مع البرد القارس، وهم يعيشون في مركز إيواء للشهر الخامس على التوالي، قائلا لـ”الخبر”: “في الليل ننام على فرشات بالية وباردة وتحت أغطية خفيفة تقينا البرد الشديد”.صرخاتهم تتواصل: “السكن في الكرفان لا يُجدي نفعاً ولا يحمي من البرد وموجات الهواء، أطفالنا أصيبوا بأمراض الشتاء كالتهابات الصدر وغيرها”، تقول نازحة لـ”الخبر”. وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد الوفيات نتيجة المنخفض الجوي إلى ثلاثة أطفال من النازحين بمراكز الإيواء، وقال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة لـ”الخبر”: “إن الوفيات الثلاثة ناتجة عن لسعة برد بسبب تدني درجات الحرارة، وعدم ملاءمة المنزل للتصدي لمثل هذه الظروف.على صعيد آخر، أثر انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير على الواقع المعيشي لسكان القطاع، ووصلت أزمة الكهرباء ذروتها في عموم مدن قطاع غزة بعد أن وصلت ساعات قطع التيار إلى نحو 18 ساعة متواصلة في بعض الأحيان.أزمة الكهرباء غير المسبوقة وما رافقها من شح في غاز الطهي، تسببت في ازدياد معاناة المواطنين في ظل حاجاتهم إلى التدفئة وتسيير أمورهم المعيشية.ولا يزال 17 ألف فلسطيني نزحوا من بيوتهم المدمرة يقيمون في 18 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا في قطاع غزة. وفي موضوع منفصل، عقدت الفصائل الفلسطينية اجتماعاً في قطاع غزة لمناقشة تداعيات بيان حكومة التوافق الفلسطيني، الذي وصفته حركة حماس بأنه انقلاب على المصالحة، كما يناقش الاجتماع التي دعت له حركة حماس واعتذرت عنه حركة فتح، وضع غزة المأساوي وما يتعلق بالمصالحة والإعمار.وقال صلاح البردويل، الناطق باسم حماس  في تصريح صحفي وصلت “الخبر” نسخه عنه، إن  حماس دعت كل الفصائل لمناقشة هذا الأمر، لفهم ما إذا كانت مواقف الحكومة تعني نهاية اتفاق المصالحة، مشيراً إلى الواقع الصعب في غزة جراء إغلاق المعابر وتعطيل الإعمار والتنكر للموظفين، ما يتطلب موقفا صريحا من الجميع.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: