+ -

كيف ترى الوضع في مصر، وماهي الاحتمالات التي تواجهها في ظل التحركات التي يشهدها الشارع من قبل جماعة الإخوان وتحالف دعم الشرعية؟ أرى أن الفترة القادمة وتحديدا فترة الاستفتاء على الدستور مهمة جدا، بمعنى هل هذه الاضطرابات والمظاهرات ستتسع، أم ستبقى ورقة ضغط وتهديد لخارطة الطريق فقط، وهل ستتمسك الجماعة بالسلمية أم أن الشعور بالتأسيس لشرعية جديدة تتجاوز مرسي ومؤسساته سيجرها إلى عنف مفتوح أو ممارسات تتجاوز السلمية، وأتوقع أن الفترة المقبلة ستكون مشحونة بالتوتر وقد تشهد مظاهرات مكثفة، وأن تقوم الجماعات الجهادية في سيناء بعمليات نوعية مثلما حصل في أنشاص والدقهلية، وأؤكد أن هذه الفترة حساسة جدا، إما أن تقود إلى شرعية جديدة بالنسبة للدولة أو التمسك بالمطالبة بالشرعية القديمة، ونجاح الاستفتاء يحدد بنسبة كبيرة ما ستؤول إليه الأمور، لكن أريد أن أشير أيضا إلى أن الخط الرئيسي للإخوان وتحالف دعم الشرعية سلمي، ويدينون أحداث العنف بمختلف أشكاله، أما مسألة وصم الجماعة بالإرهاب فأعتبره قرارا سياسيا، حتى وإن حاولت الدولة أن تقول إن الجماعة شاركت في العمليات الأخيرة، لكن التحقيقات لم تثبت شيئا من هذا القبيل، ويجب أن نفرق بين فكر السلفية الجهادية المتصل بالطائفة والتنظيمات السرية، والإخوان جماعة سياسية كانت تحكم مصر، وتم عزل رئيس ينتمي إليها والانقلاب على مؤسسته، وحتى الآن هي ملتزمة بالسلمية، لكن الخشية أن تتجه إلى العنف.يعني أنك تصف قرار إدراج الإخوان ضمن التنظيمات الإرهابية بالسياسي؟ بالطبع، هذا القرار متعجل ومسيس ويؤكد وجود صراع بين الدولة والجماعة، ترتب عنه مصادرة أموالها وتوسيع دائرة الاشتباه، وأدى إلى المزيد من المظاهرات وسقوط أزيد من 17 قتيلا، وهذه أكبر حصيلة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، وقد يعيد الجماعة والمتحالفين معها مرة أخرى إلى السرية وتذهب للعنف، وهذا القرار لا يشجع فقط التيار المتشدد في الإخوان، وإنما السلفية الجهادية أيضا، وأخشى أن نتحول إلى عراق وسوريا جديدين.لكن النظام الحالي أعلنها صراحة أنه لا تصالح مع الإخوان، بخاصة من تلوثت أيديهم بالدماء؟ أنا لا أتحدث عمن تلوثت أيديهم بالدماء، لأنهم أمام مؤسسة القضاء التي ستتعامل معهم، وإلى الآن لم تحكم على أحد منهم، لكن هناك قطاعات واسعة من الإخوان تمسكوا بالسلمية، ومن مسؤولية الدولة الأخلاقية والسياسية الحوار معهم وخلق حالة من الاستقرار التي لن تتحقق بمجموعة ليبرالية وعلمانية، فقط لأن الإخوان قطاع واسع، وأرجو ألا يتحول الصراع إلى شعور المتدينين إلى أن ما يحصل هو موقف مضاد وحملة ضد الإسلام والتفكير الإسلامي، وبالتالي لا نريد أن يمارس الموجودون في الحكم نفس الإقصاء الذي مارسه الإخوان سابقا، ونتمنى أن تكون مصر دولة مدنية تحترم حقوق الإنسان والشريعة الإسلامية، ومنفتحة على العالم والعصر، وتحقق أهداف ثورة 25 جانفي.البعض يقول إن جماعة الإخوان المسلمين خسرت 80 عاما من النضال بعد التغيرات التي حدثت في مصر وعزل مرسي، ما قولك؟ جماعة الإخوان المسلمين دخلت في خصومة مع المجتمع في السنة التي تولى فيها مرسي الحكم، وخسرت جزءا مهما من تاريخها الذي صنعته منذ 1928، وتم الإساءة لسمعتها، وهي في محنة الآن، ليس فقط بسبب القمع الذي تتعرض له ووصمها بالإرهاب، وإنما لافتقادها الوجه الدعوي والتربوي الذي يحبه الناس، وهذه مشكلة كبيرة، وموضوع الذهاب للسطلة والاندفاع وراء منصب الرئاسة لم يكن صحيحا، وأدخلها في مواجهة مع الدولة والمجتمع، وهي في صراع عدمي لا يبدو له أفق سياسي، لأنه ليس لديها خطة استراتيجية، وتتعامل بانفعال وقتي والقرارات اليومية، وهذا خطأ.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: