أصدرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فتوى تجيز للطاقم الطبي المتخصّص في مكافحة وباء كورونا الإفطار في شهر رمضان.وأفتت لجنة الفتوى بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في ردّها على استفسار مجموعة من الأطباء والممرضين الموجودين في الأقسام الخاصة بمعالجة المصابين بفيروس كورونا، حول إمكانية الأخذ برخصة الفطر في رمضان نظرًا لوضعيتهم الخاصة: ”إن استمرّ الوضع الوبائي على ما هو عليه ”ونعوذ بالله من ذلك ونسأله العافية”، فإنّ على كلّ فرد من الطاقم الطبي المتخصص في مكافحة وباء كورونا أن يُبيِّت نية الصّيام ويشرع فيه”. وأضافت ”إن حصلت له مشقة شديدة أثناء العمل (مشقة حقيقية لا متوهمة) وخاف على نفسه الضّرر أفطر، وعليه القضاء”.وقالت جمعية العلماء في بيان تلقت ”الخبر” نسخة منه ”لا شك أن ما أصاب العالم كلّه، ومنه الجزائر، بسبب وباء فيروس كورونا ”كوفيد-19” من أشدّ الأوبئة العالمية الّتي أودت بحياة الآلاف من البشر، وكان لها تداعيات على مستقبل سياسات واقتصاديات الدول ومعاش أفرادها، وقد هبّ الجميع، كلّ من موقعه، وحسب تخصّصه، للإسهام في مكافحة هذا الوباء الخطير ودفع أضراره الّتي أتت على الأرواح وأربكت الحياة الاجتماعية، فكان نازلة لم يشهد العالم مثلها”. وأشارت إلى أنّ الأطباء والممرضون ”وقفوا في الخطوط الأمامية لمواجهة فيروس كورونا والقيام بواجبهم في المستشفيات لمعالجة المرضى وحماية الأصحاء من هذا الوباء المعدي الفتاك، الّذي حتّم على الهيئة الطبية المتخصصة اتخاذ وسائل وقائية شاقة ومرهقة، احترازًا من العدوى، فضلا عن ساعات العمل الطويلة المتواصلة والانقطاع عن الأهل، وهو واقع قد يشقّ معه الصّيام على بعضهم”.وأكّدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريينّ ”الإخوة الأطباء والممرضون ومن في محيطهم، نحسبهم إن شاء الله، في رباط عظيم وجهاد كبير، نسأل الله لهم جزيل الثّواب”، مشيرة إلى أنّ ”النّفس هي إحدى الكليات الخمس الّتي أوجب الإسلام حفظها وهي: الدّين والنّفس والنّسل والمال والعقل، وعند الاختصار يقول العلماء: ”جاء الإسلام لحفظ الأديان وحفظ الأبدان”. وشدّدت الجمعية على أنّ ”المسلمين مطالبين بالحفاظ على دينهم والمحافظة على أنفسهم وحمايتها من كلّ ما يُّهلكها ويشقيها”.ودعت لجنة الفتوى بجمعية العلماء المسلمين الأطباء والممرضين إلى أن ”يُقدّروا الضّرورة، فهم أحق بذلك، لوجودهم في قلب المعركة، لقوله عليه الصّلاة والسّلام لوابصة: ”استفت قلبك، والبرّ ما اطمأنت إليه النّفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب وتردّد في الصدر، وإن أفتاك النّاس وأَفْتوك”.ونبّهت الجمعية إلى أنّ ”كلّ من اضطرّ إلى الإفطار أن يقضي عدد الأيّام الّتي أفطرها، من غير إلزام بالتّتابع، خلال الأشهر الّتي تلي شهر رمضان، متى تيسّر له ذلك، مع استحباب التّعجيل”.أمّا بالنّسبة للسؤال المتعلّق بصلاة الأطباء والممرضين المرابطين في المستشفيات لمعالجة ورعاية مرضى كورونا وهم يرتدون ملابس خاصة، لا يمكن تغييرها في كل وقت، وأصابتها نجاسة، ويتعذّر تطهيرها، فتفتي الجمعية بجواز ”أن يُصلّوا فيها على حالها، ولا حرج”، وأضافت ”وقد نصّ الفقهاء على أنّ ما تعُم به البلوى، وما يعسر الاحتراز منه من النّجاسات فهو معفوٌ عنه؛ لأنّ كلّ مأمور به إذا شقّ على العباد فعله سقط الأمر به، وكلّ منهيّ عنه إذا شقّ عليهم اجتنابه، سقط النّهي عنه”.ودعت الجمعية إلى ”الأخذ برخصة الجمع بين الظـهر والعـصر، والمغـرب والعشاء، تقديمًا أو تأخيرًا”، مشيرًا إلى أّن ذلك يعدّ ”تخفيفًا عليهم”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات