صدحت مآذن عديد المساجد في أوروبا برفع الأذان بشكل علني لأوّل مرّة، وهو مشهد لم يألفه المسلمون في القارة العجوز، بهدف نشر الطمأنينة في النّفوس، آخرها مسجد دار السّلام بالعاصمة الألمانية برلين قبل يومين.رخّصت السلطات الألمانية، ابتداء من الجمعة الماضية، برفع الأذان عبر مكبّرات الصّوت بمسجد دار السّلام في برلين، ودقّ النّاقوس بكنيسة الجليل ببرلين مساء كلّ يوم، بالإضافة إلى ظهر يوم الجمعة.وجاءت فكرة رفع الأذان في المسجد ودقّ النّاقوس في الكنيسة، حسب بيان تلقّت ”الخبر” نسخة منه، بمبادرة من مسجد دار السّلام في برلين التابع للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا وكنيسة الجليل، وفي إطار إفشاء الأمن الرّوحي في هذه الظرفية الحسّاسة الّتي تمُرّ بها العاصمة الألمانية برلين الّتي أغلقت فيها دور العبادة بسبب انتشار وباء كورونا.وعن خلفيات هذه المبادرة، قال الشّيخ طه صبري: ”نعيش كمواطنين في ألمانيا ظرفية صعبة شلّت فيها الحركة، وأغلقت فيها المساجد، الكنائس والبيع، للوقاية من انتشار تفشّي هذا الوباء”، وأضاف: ”ورفعنا للأذان ودقّنا للنّاقوس، من خلال هذه المبادرة المشتركة، ترسل رسالة طمأنة وتضامن إلى جميع سكان برلين، مفادها أنّنا مع اختلاف أدياننا وألواننا، سنظلّ جسدًا واحدًا نواجه معًا كلّ التّحديات والصعاب، ومنتصرين بإذن الله”. وقبل ألمانيا، وثّق مقطع فيديو من قلب العاصمة البلجيكية ”بروكسل”، ارتفاع الأذان لأوّل مرّة عبر مكبّرات الصّوت، حيث كان سابقًا يتم داخل المسجد فقط، دون استخدام مكبّرات الصّوت.كما انتشر مقطع فيديو آخر يظهر رفع الأذان لأوّل مرّة أيضًا في مدينة ليون الفرنسية، حيث علّق البعض على مقطع الفيديو بالقول: ”فرنسا المسجد الكبير في مدينة ليون لأوّل مرّة يُرفَع الأذان بالمكبّرات على أذان المغرب”.وفي إسبانيا، قام الملياردير الأمريكي محمد حديد ذو الأصول الفلسطينية، بنشر مقطع فيديو للأذان الّذي رُفِع من مسجد بمدينة غرناطة الإسبانية، بعد توقف أكثر من 500 عام. وطالب حديد متابعيه عبر حسابه على أنستغرام بضرورة الاستماع للأذان ”الله أكبر، من فضلك خُذ وقتك واستمع له”. وتابع ”يقال إنّ الأذان من مسجد قديم في إسبانيا، رُفع لأوّل مرّة منذ 500 عام، قد نكون من ديانات مختلفة، لكنّنا جميعًا أمام الله نتوب من كلّ هذا البُؤس الّذي سبّبناه لبعضنا البعض، بارك الله لنا جميعًا”.كما تمّ رفع الأذان في هولندا لأوّل مرّة يوم الجمعة الفائتة في معظم المساجد، حيث رفع الأذان فيها جهرًا.تجدر الإشارة إلى أنّ الأذان كان مسموحًا به في أوروبا، لكن داخل المساجد فقط وليس ضمن مكبّرات الصّوت، الّتي سمح بها اليوم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات