38serv

+ -

الأوبئة، مثل الحروب والكوارث الطبيعية الكبرى، محن تهزّ البشر، أشخاصا ومجتمعات، لتحسسِّهم كم أنهم سواء في الضعف، حتى وإن ظلوا مختلفين في القدرة على مواجهة البلاء. كما تتميز بكونها حاسمة لأنها تفرض على البشر مراجعة الذات وإدراك تغير الأحوال على أساس أن هناك ما قبل وما بعد المحنة. بطبيعة الحال، الأوضاع الماثلة في الميدان تتطلب الإسراع في تعبئة كل ما هو متوفر من قدرات المجتمع لمواجهة الطارئ. لكن ذلك لا يمنع من محاولة التجرد عنها للنظر في ما يمكن أن يخبؤه لنا المستقبل انطلاقا من الكيفية التي يتطور بها البلاء، لاسيما وأن التغييرات المحتملة لن تأتي نتيجة المحن فقط، بل أيضا نتيجة الطريقة التي يكون الناس قد عاشوها بها.

هذه خواطر عامة أردت من خلال عرضها، من دون تفصيل، أن ألفت الانتباه إلى أن المحنة الحالية قد تكون بصدد إفراز تمثُّل جديد في مجال التنظيم البشري والعلاقات داخل البلد الواحد وفي ما بين بلدان العالم. هذا التمثّل الجديد لابد أن يتساوق مع ما استطاع البشر تحقيقه من رقي إلى اليوم، لاسيما على مستوى تقنيات الإعلام والاتصال، الذكاء الاصطناعي، وكذا على مستوى الأفكار. لكن يجب أيضا أن يتكفل بتلك الأضرار الإنسانية والبيئية التي ما فتئ هذا الرقي نفسه يتسبب فيها. اليوم، ألا تتنفس العاصمة الصينية، بيجين، ملئ رئتيها؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: