تختتم، اليوم، فعاليات الدورة الرابعة لأيام الفيلم الأردني بقاعة سينماتك العاصمة، عبر تقديم تجربة إخراجية أردنية جديدة بعنوان “المتحدين”، للمخرج أمين مطالقة الذي سبق له أن قدم فيلم “الكابتن أبو رائد” في إحدى الدورات السابقة للأيام الأردنية في الجزائر. ويعتبر فيلم “المتحدين” تجربة إخراجية متميزة في العالم العربي، وذلك باعتباره أول إنتاج عربي مشترك مع استوديوهات ديزني العالمية، الفيلم من بطولة الممثل المصري فاروق الفيشاوي ووليد زعيتر.تطوي فعاليات الطبعة الرابعة للأيام السينمائية الأردنية صفحاتها سريعا، اليوم، بعد ثلاثة أيام من العروض الأردنية المتميزة، شملت أفلاما قصيرة ووثائقية. وكانت سهرة اليوم الأول عاطفية خيالية حملت الكثير من الرسائل التاريخية مع فيلم للمخرجة الفلسطينية ميس دروزة، بعنوان “حبيبي بيستناني عند البحر”. سافر الفيلم الوثائقي الطويل إلى القدس ويافا، وتوغل طيلة ساعة ونصف من الزمان في أعماق القضية الفلسطينية بطريقة مميزة، سلطت الضوء على يوميات المواطن الفلسطيني في مخيمات اللاجئين ويوميات سكان الأقصى تحت أسوار القدس، وتحدث عن حقائب السفر وحلم العودة إلى الوطن الأم “فلسطين” الذي يسكن قلوب الفلسطينيين، كما توارثوا العبارة الشهيرة “لكل إنسان وطن يسكن فيه إلا نحن لنا وطن يسكن فينا”.قصة الفيلم التي تكرم رحلة الفنان الفلسطيني حسن حوراني، عرجت على مظاهر التعايش الديني بين المسيحيين والمسلمين في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تحولت إلى أوطان يسكنها حلم واحد بعنوان “العودة”، بعد أن ضاعت القضية الفلسطينية أمام صمت العرب وخذلانهم، مقابل مخطط “تهويد القدس” الذي تقوده “إسرائيل” بتواطؤ من الغرب.استفاد الفيلم كثيرا من عواطف المخرجة ذات الأصول الفلسطينية وعلاقة الحب بينها وبين وطنها الذي لم تره، لكنها عاشت عاشقة له، لتنسج حوارا شاعريا سافر مع نماذج مختلفة من الأفراد الذين اختارتهم المخرجة كعينة للمجتمع الفلسطيني، ما جعل الفيلم أكثر إنسانية وقريبا من العالم. كما يعكس الفيلم الفلسطيني الأردني حجم العلاقة التاريخية بين بلدين ارتبطا كثيرا بالقضية الفلسطينية، حيث تعتبر الأردن “حضن” الملايين من اللاجئين الفلسطينيين عبر تاريخ القضية الفلسطينية، منذ بداية الاحتلال العام 1948 إلى يومنا، إلى درجة أصبح المجتمع الأردني ذا غالبية فلسطينية الأصل.جدير بالذكر أن العرض عرف حضور جمهور معتبر، رغم غياب الوفد الأردني بسبب الظروف المناخية التي عرفتها الأردن، حيث تعذر على وفد الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، برئاسة ندى دوماني، السفر إلى الجزائر لتنشيط فعاليات الأيام السينمائية الأردنية التي حملت شعار “الأردن مشاهد سينماتوغرافية”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات