+ -

حتى الآن تقوم السلطة بما يشبه ”البريكولاج” في محاربة ظاهرة الفساد، وتركز فقط على محاربة الفساد في شقه الاقتصادي، ما لا يثير قلق عصابات الفساد... في حين هناك الفساد السياسي الذي هو أصل كل فساد! فالفساد السياسي هو الذي يؤدي إلى تزوير المؤسسات، وتزوير الأحزاب وتزوير المسؤولين وتنمية الرداءة، وبالتالي إلحاق أضرار بالاقتصاد والإدارة والعدالة من خلال تنمية الفساد في هذه القطاعات؟!السلطة تحجم عن تمكين الشعب من حقه في بناء مؤسساته الدستورية، وتستعيض عن ذلك بمؤسسات مطعون في شرعيتها، لأنها مشكّلة بالتزوير والتحايل السياسي وبالفساد السياسي الممارس على كل المستويات!السلطة تعرف أن برلمان الحفافات فاقد للشرعية تماما، ومع ذلك تقنع السلطة نفسها وتقنع الشعب بأن هذا الكيان هو بالفعل برلمان ويمكنه أن يشرّع للشعب قوانين صالحة.. هل يعقل أن تأخذ الحكومة الشرعية من برلمان أنشأته العصابات المسجونة بما يعرفه بمضاربات الشكارة؟! لماذا لا يجمّد الرئيس هذا البرلمان ويشرّع بمراسيم وبأوامر كما ينص على ذلك الدستور؟! أليس هذا أفضل من اللجوء إلى أخذ الشرعية من برلمان فاقد للشرعية، برلمان زعماء أحزابه ذات الأغلبية هم الآن في السجون بسبب فساد سياسي موصوف! برلمان الكثير من نوابه إما في السجن وإما تحت الرقابة الفضائية أو حتى هم محل شبهة فسادية؟!لا يمكن أن يفهم لجوء الحكومة لطلب الشرعية من برلمان فاقد للشرعية سوى استفزاز للرأي العام، خاصة عندما تتعامل هذه الحكومة مع أحزاب (الأغلبية الفاسدة) التي أنهاها الحراك وأنهى معها أحزاب المعارضة المدجنة البائسة المتواجدة في البرلمان! ومن هنا، فإن هذه الحكومة ستحصل على عدم شرعيتها من حيث أنها تسعى إلى الحصول على الشرعية من نواب في برلمان.الإصلاح الحقيقي يبدأ من القطيعة مع الفساد السياسي وليس ”البريكولاج”.. فالحكومة التي تتصرف هذا التصرف هي حكومة تزيد في متاعبها الشرعية ولا تنقصها.. فهل أنتم مدركون؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات