الحمد لله القائل في كتابه “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين” عزة يكتسبها الإنسان بسجوده لله ليزداد قربا منه. ما لا يعرفه الكثير أن أجدادنا الأمازيغ كانوا من بين الأمم التي لم تسجد لوثن ولا لعبد. أسلمت وعرفت وحدانيته وآمنت به في عهد نبينا يوسف عليه السلام وأيام الملك الفرعوني أخناتون فرعون مصر من الأسرة الثامنة عشر، والتي كان يمتد ملكها من جنوب السودان إلى جنوب تركيا حسب الخريطة الحالية كانت تحت حكم المصريين لكن التاريخ لم ينصفهم.ولقد استقرت بعض القبائل الأمازيغية في مصر بمنطقة “سيوه” إلى يومنا هذا والكثير منهم كانوا جنودا في جيش فرعون، فلقد كانوا معروفين بالشجاعة والقوة. ولم تشر الأبحاث والإكتشافات التاريخية إلى أي دليل يشير إلى وثن أو رمز ديني أمازيغي.كما ورد ذكر الملك شيشنق الأول في التوراة (ملوك أول 14/25 ـ 28) كان حاكماً قوياً رفع من شأن مصر كان يريد بسط نفوذ مصر على غرب آسيا، فسيطر على لبنان وفلسطين. كان بريعام من قبيلة إفرايم يرى أنه أحق بالمملكة من النبي سليمان فثار على سليمان بعد أن منحه شيشنق الحماية، وذلك على الرغم من العلاقة الطيبة التي كانت تربط شيشنق بسليمان، وبعد موت سليمان استطاع يربعام أن يتولى قيادة عشرة قبائل عبرانية ويستقلّ بها وسماها المملكة الشمالية.وفي عام 926 ق.م وبعد موت سليمان بخمس سنوات، قام شيشنق ملك المملكة الجنوبية بمهاجمة رحبعام بن سليمان ونهب كنوز الهيكل، وقد دمّر القدس وسبا أهلها وأخذ كنوز بيت الرب يهوذا وبيت الملك وآلاف الأتراس الذهبية المصنوعة في عهد الملك سليمان، كما قام بحملات خاطفة دمّر فيها عشرات المدن اليهودية والمستعمرات التي في سهل يزرل وشرقي وادي الأردن، كما يبدو أنه هاجم المملكة الشمالية أيضاً. وتدل النقوش التي على معبد الكرنك أن شيشنق هاجم كل فلسطين فأخضع فيها مائة وستة وخمسين مدينة، وقد دوّنت أخبار هذه الحملة على جدران معبد الكرنك.إن الحكم في مصر كان حكما ملكيا متوارثا والملك كان بمثابة إله يعبد ولا يمكن لأي شخص خارج العائلة أن يتولى الحكم حتى عن طريق المصاهرة كما ذكرت بعض الروايات إلا إذا تم غزو تلك المملكة أو استعمرها. كما أن الملك شيشنق الأول الذي يقال عنه أنه مؤسس الأسرة المصرية الثانية والعشرون،لم يكن مصريا بل أمازيغيا يرجع أصله إلى أمازيغ شمال إفريقيا التي هاجرت إلى مصر، ومن خلال هذا نستنتج أن الملك شيشنق الأول كان محاربا وقائدا عسكريا في جيش فرعون عيّنه الملك سليمان ملكا وقائدا على مصر التي كانت تحت سيطرة النبي سليمان عليه السلام، أي أن مملكة سيدنا سليمان هي التي ذكرنا حدودها سابقا من جنوب السودان أو قل كل النيل إلى جنوب تركيا والدليل على ذلك أن علماء التاريخ ذكروا هذه الفترة التاريخية بالفترة الانتقالية فقط ولم يتم ذكر أي حدث تاريخي يشير إلى حرب عظيمة أدت إلى سقوط دولة المملكة الفرعونية آنذاك.ولا بأس أن نذكر بالمناسبة حدث عظيم ذكره القرآن الكريم في عهد نبينا موسى عليه السلام من بعد نبينا يوسف عليه السلام وقبل سيدنا سليمان عليه السلام وهي عبور البحر ونجاة بنو إسرائيل من فرعون وجنوده لقوله تعالى “وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الموت قال “آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين” سورة يونس.هذه الفترة لم تتغير فيها حدود المملكة المصرية من جنوب السودان إلى جنوب تركيا، فما كان على نبينا موسى عليه السلام السير جنوب المملكة وليس شمالا أي شمال جزيرة العرب لقوله تعالى “فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين”سورة المائدة. في هذه الفترة دخل اليهود الجزيرة العربية أول مرة و استقروا فيها. إن الملك شيشنق الأول أسلم، لذلك عيّن ملكا وقائدا على مصر. أما زعم اليهود أن الملك شيشنق هاجم فلسطين بعد موت النبي سليمان عليه السلام فهو باطل، بل هاجم اليهود الذين تمرّدوا على النبي سليمان بعد وفاته وإعلان الحرب ومحاولة التمرد على مملكة النبي سليمان عليه السلام. هذه بعض الحقائق عن تاريخ أجدادنا نعتز به ونفتخر.أوشن محمد العربيعضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات