إنّ ما فعله هذا الأخ وسماحُه لأخيه بأخذ الحصّة الأكبر إيثارٌ منه وكرمٌ واسع يَعزُّ وجودُ مثيل له في هذا الزّمان، حيث كثُر التّنازع والشّقاق بين الإخوة بسبب الميراث، وهل تساوي قطعة أرضٍ يموت الإنسان ويُخلّفها وراءَه حسنات كثيرة يجدها يومَ القيامة تشفع له إيثاره وصِلة الرّحم؟!وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”الرَّحم مُعلَّقَة بالعَرش تقول: مَن وصلني وصله الله، ومَن قطعني قطعه الله” أخرجه البخاري ومسلم.وربّما بإيثار هذا الأخ وسماحه لأخيه رزقه الله من حيث لا يحتسب، حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن سَرَّهُ أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ لهُ في أثَره فليَصِل رَحِمَه” أخرجه البخاري ومسلم.فننصح هذين الأخوين وجميع الإخوة الّذين في مثل وضعهما بالتّسامح والإيثار وصلة الرّحم، حتّى لا يدخلا في الوعيد الّذي ذكره النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ”تُعْرَضُ أعمال النّاس في كل جمعة مرّتين: يوم الاثنين ويوم الخميس، فيَغفر لكلّ عبد مؤمن إلاّ عبدًا بينه وبين أخيه شحناء، فيُقال: اتركوا هذين حتّى يفيئَا” رواه مسلم.ونقول للّذي تنازل لأخيه حفاظًا على عرى الأخوة، لا تبطل تنازلك بحلفك ألاّ تُسامحه إلى يوم القيامة، فلا تبطل صدقتك بالمنّ والأذى، واجعل فعلك لله تجد عنده سبحانه ما يسرّك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ مَن أتَى الله بقلب سليم.ونقول للأخ الّذي أكره أخاه ليأخذ أكثر، إنّك تعدّ بهذا الفعل إن سامحك أخوك ممّن يأكل أمواله بالباطل، وهو السُّحت، والعياذ بالله. والله أعلم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات