قال جلّ علاه: {والّذين يَكنِزون الذَّهَب والفِضّة ولا يُنْفِقونَها في سبيل الله فَبَشِّرْهُم بِعذاب ألِيم يَوْمَ يُحْمَى عليها في نار جهنّم فَتُكْوَى بها جِبَاهُهُم وجنُوبُهُم وظهورُهُم هذا ما كَنَزْتُم لأنفُسِكُم فذُوقُوا ما كنتُم تَكْنِزُون} التّوبة: 34-35.وأنذر عزّ وجلّ في آية أخرى الّذين يمتنعون عن أداء الزّكاة بقوله في سورة آل عمران: {وَلا يَحْسِبَنَّ الّذين يَبْخَلُون بما آتَاهُم اللهُ مِنْ فضْلِه هوَ خيرًا لَهُم بلْ هو شرٌّ لهُم سَيُطَوَّقُون ما بَخِلُوا به يومَ الْقيامَة} آل عمران: 180. إنّ مدلول هذه الآية عام، فهو يشمل اليهود الّذين بخلوا بالوفاء بتعهداتهم، كما يشمل غيرهم ممّن يَبخلون بما آتاهم الله من فضله، ويحَسبون أنّ هذا البخل خير لهم يحفظ لهم أموالهم فلا تذهب بالإنفاق. والنّص القرآني ينهاهم عن هذا الحسبان الكاذب ويقرّر أنّ ما كنزوه سيطوّقونه يوم القيامة نارًا (طوق حول أعناقهم) وهو تهديد مفزع. والتّعبير يزيد هذا البخل شناعة حين يذكر أنّهم يبخلون بما آتاهم الله من فضله، فهم لا يبخلون بمال أصيل لهم، فقد جاؤوا إلى هذه الحياة حُفاة عراة لا يملكون شيئًا ولا جلودهم، فأتاهم الله من فضله فأغناهم حتّى إذا طلب منهم أن ينفقوا شيئًا ممّا تَفضَّل عليهم بكَرمِه، لم يذكروا هذا الفضل عليهم وراحُوا يبخلون بالقليل وحسبوا أنّ في كنْزِه خيرًا لهم وهو شرّ فظيع وهُم بعد هذا كلِّه ذاهبون إلى دار البقاء تاركي وراءهم كلّ ما لديهم من نعم، والله خير الوارثين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات