+ -

 كل الدلائل تشير إلى أن الرئاسيات الماضية لم تحل أي مشكلة من المشاكل القائمة... فبركان الشعب في شوارع المدن زاد ثورانه!وليس هناك في الأفق السياسي ما يدل على أن هذا البركان سيخمد؟!ومؤسسات الدولة الدستورية المهترئة بفعل الأزمة ازدادت رداءة واهتراء! فحكومة تصريف الأعمال ازدادت شللا بواسطة قرارات تصريف الأعمال بالنيابة، خاصة في مجلس الأمة وفي الحكومة ووزارة الداخلية ووزارة الثقافة وحتى قيادة الأركان؟!وضع البلاد الكارثي في الاقتصاد ازداد سوءا باللجوء إلى هذا اللون من التسيير للشأن العام بواسطة تصريف الأعمال مدة سنة تقريبا، وتصريف الأعمال بالنيابة الذي أصبح هو الحل لمشاكل المؤقت بالمؤقت!رئيس جديد لكنه شبه مشلول، إذ بعد نصف شهر من انتخابه لم يستطع تشكيل حكومة وهو في بداية عهده، فكيف يكون حاله عندما تمر عليه في السلطة سنة أو سنتان، وتظهر إمكانياته وقدراته؟!الرئيس الآن يواجه مصاعب حقيقية في تشكيل الحكومة، ويبدو أن صراعات حاسمة وحساسة تجري بين بقايا الزمر السياسية المتحكمة في زمام أمور السلطة، وهي صراعات صامتة ولكنها قوية جدا، بحيث لم يستطع الرئيس أن يتجاوزها ويشكل الحكومة بالصورة المطلوبة التي تضمن له عدم ازدياد الرفض الشعبي لهذه السلطة؟!الرئيس أمامه ملفات كالجبال جلها له طابع سياسي! ولكن الزمر السياسية البائدة تدفعه إلى تشكيل حكومة تيكنوقراطية لا علاقة لها بالسياسة! فكيف تعالج حكومة غير سياسية مسائل وملفات هي بالأساس سياسية؟!ومعنى هذا الكلام أن الرئيس يدفع دفعا إلى إهمال الملفات السياسية المطروحة في البلاد، ومن وراء ذلك التنكر لما يطرحه الشارع من قضايا سياسية خطيرة، قد يؤدي عدم حلها إلى المساس بالوحدة الوطنية. الرئيس الآن يواجه مشاكل جدية مع الحراك في الشارع، ويواجه تنكرا من بقايا أحزاب السلطة، قد يصل إلى حد المكر السياسي... ويواجه أيضا مشاكل تكلس المؤسسات الدستورية للدولة في البرلمان والحكومة.الرئيس الآن في حاجة إلى حكومة تمثل كومندوس سياسي وليس حكومة تيكنوقراط... وواضح أن الرئيس يواجه صعوبات في إيجاد هذا الكومندوس السياسي، لأن تدهور سمعة السلطة جعل كل إطار كفء يحترم نفسه لا يقترب من هذه السلطة... وبالتالي وجد الرئيس نفسه أمام كم هائل من الذباب السياسي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات