البلاد لم تكن فقط من قبل بلا سلطة شرعية تحكمها، ولكن هي أيضا بلا تنظيمات حزبية مقبولة شعبيا، وبلا جمعيات مجتمع مدني مقبولة مهنيا!البلاد أيضا بلا نخب سياسية وعلمية وثقافية... فهذه النخب قضت على وجودها في الحياة العامة بطقوس البندير والحصول على المنافع التي تراها السلطة وسائل ناجحة في فرز النخب السياسية والثقافية:1 - يكفي فقط أن تعذب نظرك وسمعك، كمشاهد، بمتابعة قنوات البندير لتعرف مدى الكارثة التي ألحقتها السلطة بالنخب السياسية والجامعية! فبلاطوهات التسطيح السياسي تنطلق في التنظير لسياسة التبرير بنفس الوجوه ونفس المبررات التي كنا نسمعها في تبرير العهدة الخامسة، وهم الآن باسم الأستاذية والخبرة الجامعية يملأون الفضاءات الإعلامية.2 - ما أروع ذلك الأستاذ الجامعي الذي يأتي إلى بلاطوهات قنوات البؤس الإعلامي ويقول مع القائلين في السلطة: ”شكرا للمواطنين المخلصين الذين صوتوا في الانتخابات”، ولا يحس كأستاذ جامعي أنه يمارس المنكر؟! فهل الذين صوتوا في الانتخابات الرئاسية هم وحدهم المواطنون المخلصون وما عداهم غير مخلصين؟! وحسب هذا الطرح من السلطة وأساتذة البؤس الجامعي والإعلامي، فإن 60% من الشعب الذي لم يصوّت في الانتخابات، حسب الأرقام الرسمية، هم شعب غير مخلص! وسلطة تحكم ستين سنة كاملة وينتهي بها الأمر إلى إنتاج شعب 60% منه غير مخلص للوطن! هل هي سلطة جديرة بالاحترام؟! ومن يسايرها من النخب السياسية والثقافية، هل يستحقون الاحترام؟!3 - لقد أحسست بدوار يلف رأسي وأنا أرى إعلام البؤس في قنوات العار وهم يصورون زعيم بقايا النقابة العمالية وهو يصوّت كما لو كان تصويته عملا وطنيا جليلا، ولا يصورون ملايين الجزائريين الذين يحتجون في الشارع!4 - ليس أسوأ من هذا الذي يحدث سوى انطلاق حملة البندير في تأليه القادم الجديد بصورة ألعن مما كان يحدث لتأليه بوتفليقة ومن كان معه... وأعتقد أن المعني نفسه قد أصابه التقزز مما سمع من طرف هذه النخب البائسة..5 - حتى رجال الدين والزوايا وجمعية العلماء والأحزاب الإسلامية انضموا هم أيضا لهؤلاء.أين نحن من مواقف البشير الإبراهيمي باسم جمعية العلماء في بداية الاستقلال من حكم بن بلة، وموقف جمعية العلماء اليوم مما يحدث في البلاد؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات