+ -

نتائج الرئاسيات أبانت عن أزمة سياسية خطيرة تعرفها البلاد!1 - هل من الطبيعي والعادي في السياسة أن تُهزم 5 أحزاب مشاركة في هذه الانتخابات، وهي الأفالان والأرندي وطلائع الحريات وحركة البناء وجبهة المستقبل.. تُهزم هذه الأحزاب شر هزيمة وينتصر عليها بالضربة الساحقة المرشح الحر الذي لا حزب له!النتيجة الأولى المستخلصة من هذه الانتخابات أن الأحزاب السياسية في الجزائر لا معنى لها، وهي أحزاب لا تصلح إلا للتأييد والمساندة، وأن الحزب الوحيد الحاكم في البلاد والموصل إلى السلطة هو الحزب الذي أسسه المرحوم بوصوف، قبل أكثر من 60 سنة! فهو الحزب الوحيد الموصل إلى السلطة في هذه البلاد، والنتيجة الثانية هي أن الأحزاب الجزائرية لم يعد لها وجود، سواء الأحزاب السائرة في ركاب السلطة، أو أحزاب المعارضة، ولهذا فإن مطلب الحراك بإعادة صياغة الحياة السياسية في البلاد بواسطة دستور تأسيسي أصبح هو الحل، وعلى هذه الأحزاب البائسة جميعها أن تنزل إلى ساحة الشهداء وتمزق أوراق اعتمادها، لأن متطلبات العمل السياسي الحزبي أصبحت في الجزائر غير ممكنة!وقد قلت هذا الكلام قبل سنوات في هذا الركن، ولم أكن أتصور أن يصل الحال إلى ما وصل إليه.. نعم كانت عندي معلومات أن بعض زعماء هذه الأحزاب قد تمت دعوتهم للترشح بغرض حشد التصويت الشعبي، لكن قبول هؤلاء بهزيمة أحزابهم بهذه الطريقة المهينة لم يكن في الحسبان، وكانت مرارة قبولهم بالنتيجة أشد من مرارة أحزابهم! فإذا كان السكوت على الهزيمة يخدم المصلحة الوطنية، كما يقولون، فإن عدم ترشحهم أو حل أحزابهم هو الذي يخدم المصلحة الوطنية.2 - الآن في الساحة السياسية توجد السلطة وتوجد ثورة الشباب في الشارع، لا وجود للأحزاب، فقد انتصرت عليهم جمعيات المجتمع المدني غير السياسية، من خلال فوز مرشح هذه الفئة، وهي بالفعل جمعيات الكاشير والفساد المالي مثل ”الزوي” والنقابات البائسة والجمعيات المستفيدة من خزائن الدولة! وهذه حالة تتطلب إعادة صياغة الحياة السياسية والدستورية في البلاد لصيانة عدم انزلاق البلاد إلى المصير الذي وصل إليه السودان الشقيق في عهد البشير قبل 30 سنة!3 - ضحكت حتى كاد أن يغمى عليّ حين سمعت أن الرئيس الفرنسي قد أحيط علما باسم الرئيس الجديد للجزائر، قبل أن ينتخب، كما جرت العادة، فقد أخطر ميتران قبل أن ينتخب الشادلي، وأخطر ببوضياف قبل أن يأتي إلى الجزائر، وأخطر شيراك بانتخاب زروال قبل أن ينتخب.. وأخطر أيضا ببوتفليقة قبل أن ينتخب، وها هو ماكرون يخطر باسم الرئيس الجديد قبل أن ينتخب!والسؤال المطروح، إن كان فعلا حقيقة: من هو الذي أخبر ماكرون باسم الرئيس الجديد قبل أن يختاره الشعب الجزائري؟!إنني تعبان وفي حاجة إلى ابتلاع ”صاروخ” لأغيب عن الوعي عهدة كاملة[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات