الشّيخ بن بيّه في افتتاح ملتقى تعزيز السلم

+ -

أكّد رئيس منتدى تعزيز السلم، الشّيخ عبد الله بن بيّه، أنّ الارتقاء بالتّسامح من الاعتراف إلى التّعارف، هو المفهوم الجديد الّذي يعيد للتّسامح فاعليّته، وهو عنوان المرحلة التاريخية الّتي تجمع بيننا نحن أبناءَ العائلة الإبراهيمية.وقال العلاّمة عبد الله بن بيّه، في افتتاح الملتقى السنوي السادس لمنتدى تعزيز السلم بأبوظبي، والّذي أعلن عن انطلاقه وزير التّسامح الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أوّل أمس، إنّ التّعارف كما يُعلّمنا القرآن الكريم غاية للوجود ومقصد للتنوّع، وهو فعل تشاركي، يقتضي تفاعلًا بين الطرفين، وإرادة من الجهتين. وأضاف “وتجسيدًا لهذا النّموذج التّعارفي، أَسَّسَتْ قوافلُ السلام الأمريكية، حوارًا يعتمد على حضور الذّوات في الحيّز المكاني والزّماني ولو لفترة محدودة، حيث يقوم كلّ منهم بشعائر دينه الّتي هي جزء من حياته اليومية؛ بمرأى ومسمع من الآخر، ليكتشفوا جميعًاَ في النّهاية أنّهم إخوة يشتركون في أكثر ممّا يتصوّرون. وهو ما انتهى إلى تشكيل “حلف الفضول الجديد”، الّذي يسعى لحوار يهدف إلى التّعايش السّعيد؛ باعتباره ضرورة وواجبا تدعو إليه جميع الدّيانات”.وأكد الشّيخ بن بيّه أنّ “حلفنا هو حلف فضيلة وتحالف قيم مشتركة، يسعى أصحابها إلى تمثُّل هذه القيم في علاقاتهم، وإلى الدّعوة إلى نشرها وامتثالها في حياة النّاس. ولهذا، كان لزامًا أن يعقد المتحالفون بينهم ميثاقًا يتعاهدون عليه، فتنادى قادة القوافل الأمريكية للسّلام، مع ثُلّة من أبناء العائلة الإبراهيمية، لصياغة ميثاق حلف الفضول الجديد، وشرعنا في واشنطن في الدّعوة له وفتح باب الانضمام إليه من خلال التّوقيع على مشروع الميثاق، حيث وقّع عليه قادة العائلة الإبراهيمية في أمريكا. وقد وضعنا في ملتقى المنتدى السابق المحاور الكبرى لميثاق يتكوّن من ديباجة وستة فصول، تضمّ سبعة عشر مادة، تغطي بواعث الحلف ومبادئه وأهدافه ومجالات عمله”.وأوضح أنّ الميثاق يسترشد بكلّ العهود والمواثيق الدولية الّتي تتغيّا إحلال السّلام وتعزيزه، وتدعّم روح الوئام والإخاء بين البلدان والشّعوب، كما يتأسّس على كلّ الوثائق والإعلانات الّتي سبقته، مثل: إعلان مراكش حول حقوق الأقليات، وإعلاني أبوظبي وواشنطن، ووثيقتي “الأخوة الإنسانية” و”مكّة المكرّمة”. وشدّد رئيس منتدى تعزيز السلم على أنّ ميثاق “حلف الفضول الجديد” “ليس مجرّد مبادئ نظرية، لا فاعلية لها، وإنّما يمكن ترجمتها وبلورتها في منهج عملي وبرنامج تطبيقي، يتنزّل في المدارس تعليمًا للنّاس، وفي المعابد تعاليم للمؤمنين، وفي ساحات الصّراع وميادين النّزاع، طمأنينة تحلّ في النّفوس، وأَمَلًا يَعْمُر القلوب”. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات