+ -

بات واضحا للجميع أن نتائج الانتخابات الرئاسية ستكون كارثة على البلاد كيفما كانت هذه النتائج.1 - فإذا حسمت هذه الانتخابات في الدور الأول لصالح أحد المترشحين الذي تفضله السلطة على غيره، فإن المجموعات البشرية التي صوتت لصالح المرشحين الأربعة الآخرين، سينضمون إلى مظاهرات الحراك يوم الجمعة 13 ديسمبر! لأن أغلب الذين التفوا حول المرشحين الخمسة هم من الانتهازيين وأصحاب المصالح والطماعين في الوصول إلى السلطة، وخاصة على مستوى البلديات والولايات! وعندما يسقط مرشحهم سينضمون تلقائيا إلى المعارضين للناجح في الرئاسيات، والحراكيون هم المجال الأقرب لهؤلاء بعد الانتخابات.وبهذه الصفة فإن الناجح في الرئاسيات سيجد نفسه يواجه معارضة قوية متشكلة من الذين عارضوا الانتخابات ومن الذين دخلوا الانتخابات مع المرشحين الذين لم ينجحوا.2 - إذا نجح الرئيس في الدور الأول بنسبة 51% من المصوتين، فإن انضمام 49% من المشاركين إلى المعارضة الشرسة والواسعة سيضعف الرئيس قبل أن ينصب! أي أنه يجد نفسه فاقدا للشرعية الشعبية بما لا يقل عن 80% من الشعب؟! أي سيعزل الرئيس الجديد من طرف الشعب بالمظاهرات قبل أن ينصب!وهذه معضلة ستواجه الرئيس (المنتخب) ربما بصفة أصعب وألعن من الحالة التي عليها الرئيس المؤقت الآن!وفي هذه الحالة تدخل الإدارة وأجهزة الأمن والجيش في معركة أخرى مع الشعب لفرض سلطة الرئيس الجديد! ومعنى هذا الكلام أن نتائج الانتخابات كيفما كانت لن تحل المشكلة، والجهة التي نظمت الانتخابات ستجد نفسها مجبرة على حماية نتائجها، وإذا لم تفعل سيسقط الرئيس قبل أن ينصب! وبهذه الصفة فإن الانتخابات ستكون لا معنى لها، وأخطارها بعد الانتخابات أكثر من الأخطار قبل الانتخابات! وانتخابات هذا حالها فإن إلغاءها أقل خطورة على السلطة من إجرائها!3 - أما إذا ذهبت الأمور إلى الدور الثاني، فإن الخطورة تصبح مضاعفة أمام ما قد يحدث من تحولات في الساحة السياسية ودخول حسابات جديدة في العملية... وهي الحسابات التي قد تضع الوحدة الوطنية واستقرار البلاد في خطر أكيد! هذا إذا لم تتجه الأمور إلى انزلاقات أخرى، أقلها خطورة هي المقاطعة الواسعة لهذه الانتخابات[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات