حياد السلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات في مسألة التزوير أمر فيه ما يقال.. فرئيس اللجنة قال إن المظاهرات التي تنطلق كل سبت لتأييد الانتخابات أعدادها أكبر من المظاهرات التي تنطلق كل جمعة ضد هذه الانتخابات! وهذا الموقف من رئيس السلطة الوطنية المستقلة ينفي عنه صفة الموضوعية والحياد!فالرجل الذي يرى عشرات الآلاف في المظاهرات أكبر من ملايين المتظاهرين ولا يرى في ذلك حرجا أمام الرأي العام، فإنه بالتأكيد لا يمكن أن يكون موضوعيا في محاربة الانحياز لمرشح ما بين المتسابقين، ولا يمكن أن يعوّل عليه في محاربة جيدة موثوق بها في مسألة التزوير!لست أدري لماذا اختارت السلطة يوم السبت لتنظيم المظاهرات المؤيدة لها وللانتخابات... والحال أن المواطن و(خاصة الشباب) أصبح يقول نحن نتظاهر بالجمعة المقدسة عند الشعب المسلم.. والمصيبة أن الشباب يتظاهر يوم الجمعة ضد الانتخابات، والشيوخ يتظاهرون يوم السبت مع الانتخابات!الذين يعارضون الانتخابات أغلبهم شباب، والذين يؤيدون الانتخابات أغلبهم شيوخ.. ومعنى هذا الكلام أن ما يدعو له الشباب هو المستقبل، وما يدعو له الشيوخ هو الماضي! فكيف تنظم انتخابات الماضي مستقبل شباب يتظاهر بالملايين!حتى الإعلام البليد التابع للسلطة لا يحسن خدمة السلطة بما ينشره، فالصور التي تنشر في قنواته حول المظاهرات (الشيخوخة) السياسية تفيد الداعين إلى المقاطعة أكثر مما تفيد الدعوة للانتخابات.. وقد شاهدت قناة خاصة نشرت صورة سيدة شابة تصوّت في مكتب تصويت في الخارج.. صورتها 20 مرة،وفي ذلك دعاية عكسية لما تقوم به هذه القناة!المضحك أيضا أن وسائل الإعلام هذه نشرت تلك الصور البائسة للمرشحين وهم ينتحبون أمام الأضرحة في الزوايا بالصحراء، نفس الوسائل صورت لنا الشيوخ في المهجر وهم يصوتون ويبكون! هل قدرنا أن ننجز انتخابات بـ”النواح”!نعم، يحق لنا أن نبكي على مستقبل هذه البلاد ما دامت الانتخابات تجري بمرشحين ”ندّابات”، وبناخبين ينتحبون حين ينتخبون.. استغفر الله العظيم!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات