+ -

بعد أحداث أكتوبر 1988 راجت إشاعات بأن تلك الأحداث كانت من صنع رجال الدولة العميقة وبتدبير فرنسي وتنسيق مع الشادلي ومحيطه، في إطار الصراع على السلطة بين الأفالان المدنية والأفالان العسكرية، ودخول الإسلاميين على الخط ومناصرة الأفالان المدنية والدفع إلى عدم تجديد عهدة الشادلي وبداية تمدين الرئاسة.. فتم الانقلاب على تحضيرات المؤتمر السادس التي كانت تتجه إلى البحث عن بديل للشادلي... وعلم ميتران بالأمر فنصح الشادلي بالانتهاء من التيار المعادي له في الأفالان وفي الإسلاميين، وخاصة بعد أحداث بويعلي، فكانت أحداث 5 أكتوبر التي قادها اليسار بالتنسيق مع رجال الدولة العميقة، وبعدها أبعد كل الرجال الأقوياء في جبهة التحرير، ومنهم مساعدية وعبد الحميد الإبراهيمي، وحتى الضباط الأقوياء في الجيش يساندون فكرة البحث عن خليفة للشادلي. في هذا الجو وبعد الانتخابات الرئاسية التي زورت للشادلي كالعادة، انفردت ذات يوم بالمرحوم مساعدية في بيته وسألته: ”أنت كنت كل شيء في الحكم، فكيف احتال عليك هؤلاء و”طمنولك” الروينة في برنوسك وأبعدوك بهذه الطريقة”!تنهد رحمه الله وقال لي: ”أنا الضبع ابن الضبع.. أكلت روؤس كلاب كثيرة... لكنني لم أر أبدا أنتن من هذه الرؤوس”؟!تذكرت هذه الحادثة وأنا أتابع ما ينشر حول محاكمة ”الضبوعة” الذين كانوا يحكموننا، وكنا نعتقد أنهم ”اسبوعة”، أو على الأقل كان جزء من الشعب يعتقد أنهم ”اسبوعة”.. وانتقلنا من تزوير رئيس بالأرانب إلى إنتاج رئيس أرنبة!لاشك أنهم سيدافعون عن أنفسهم في المحكمة ويقولون ما قاله المرحوم مساعدية على أنهم كانوا ”ضبوعة” ”طمّنت” لهم في برانيسهم قوى الجزائر العميقة روينة سياسية غاية في الحلاوة؟!تتزامن هذه المحاكمة مع ”طبخة” الروينة الرئاسية القادمة، وستتوجه الطبخة هذه الأيام ببهارات الفليم الهندي الذي سيتلفز في سياق ما سمي بالمناظرة بين الأرانب الخمسة المتنافسة على رئاسيات الروينة هذه!سنشاهد مناظرة غاية في البؤس.. نعرف من خلال هذه المناظرة بين الأرانب الرئاسية من هو الأرنب الرئيس الأكثر ألفة وانسجاما مع ذئاب الجزائر العميقة... سيتحدث المتناظرون عن مواهبهم كأرانب في أكل الحشيش بفنيات أعلى، ليس حشيش البوشي، ولكن حشيش مزارع متيجة!سنعرف من خلال المناظرة من هو الأرنب الرئاسي الأكثر سرعة في الهروب من مخالب الثعالب الجائعة!سنعرف فصلا جديدا من فصول المهزلة السياسية في البلاد لا يختلف عن فصل الثورة الاشتراكية لبن بلة، وفصل السلطة الثورية لبومدين، وفصل ”الديمقراطية المكسكطة” للشادلي، وصولا إلى فصل العزة والكرامة لبوتفليقة، وانتهاء بما يطرح اليوم.. في جميع هذه المراحل ذئاب الدولة العميقة هي التي تصنع الرجال؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات