+ -

عندما تشاهد الطريقة التي تروج بها التلفزة الوطنية للانتخابات الرئاسية، توحد الله! وتشكره على أنه أنعم على القائمين على الإعلام العام والتلفزة تحديدا بهذا ”الجهل البنّاء” الذي يخدم الهبّة الشعبية للشعب الجزائري.كل من يتابع ما تقدمه التلفزة، قبيل الثامنة مساء، وما تقدمه قبيل نشرات الأخبار من مواد سياسية، تقدمها عناصر تابعة للمترشحين للرئاسيات، كل من يتابع ذلك يتأكد بأن التلفزة الوطنية تقوم بدورها في تعبئة الشعب ضد هذه الرئاسيات؟!لا أعتقد أن الزملاء في التلفزة الوطنية لا يعرفون بأن الترويج للأفكار السياسية لا يكون بالأساليب التي يتم بها الترويج للسلع الاستهلاكية! فما يصلح للترويج لمادة البطاطا، لا يصلح للترويج للأفكار السياسية لهذا المترشح أو ذاك؟!لكن الزملاء في التلفزة قد يكونون استجابوا لرغبة وإرادة السلطة والمترشحين في الترويج للانتخابات بهذه الطريقة التي تستخدم في الترويج للعطور و”الحمّاير” النسائية؟ويبدو أن المختصين في الإعلام في التلفزة قد استجابوا لإرادة الجهل في الترويج للسياسة بهذه الطريقة ولم يعارضوها حتى لا يفقدوا مناصبهم!كل من يتابع تدخلات ممثلي هؤلاء المترشحين في التلفزة الوطنية يكفر بالانتخابات والمترشحين وبالإعلام... وإذا كان مترددا في الذهاب إلى الانتخابات، يعلن عدم ذهابه!ومن هذه الزاوية، فالزملاء في التلفزة الذين يسمحون بمثل هذا الإشهار السياسي، هم في الحقيقة يخدمون مقاطعة الانتخابات بطريقة أكثر نجاعة من الحديث عن هذه الانتخابات بطريقة أخرى!في الإعلام ليس المهم أن تخاطب الناس، بل المهم هو كيف تخاطب الناس؟ويبدو أن رجال الإعلام في الحكومة الجزائرية، وفي وسائل الإعلام السائرة في ركابها، قد أصبحوا بجهلهم يخدمون التيار المضاد للانتخابات بمثل هذه الممارسات التعيسة؟!الكذب الإعلامي والتجاهل للوقائع في الميدان والترويج لسياسة الحكومة والمرشحين إعلاميا بوسائل الترويج لبيع البصل والبطاطا، هو الذي جعل الشعب يخرج ضد الانتخابات... فشكرا للتلفزة الوطنية على ما تقوم به؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات