+ -

لا أستطيع أن أتحدث عن الإعلام في عيده الوطني دون أن أشعر بالقرف مما يحدث في هذا القطاع من مهازل تجاوزت حد المعقول:1 - رئيس الدولة بن صالح يكتب رسالة إلى العاملين في القطاع يهددهم ويهدد من خلالهم الشعب إن اتخذوا موقفا من هذه الانتخابات!الرسالة جاءت قلقة للغاية وتحمل كمّا هائلا من القلق الذي تعيشه السلطة. فالرسالة تشبه في مبناها ما كان يبعثه الرئيس السابق من رسائل للصحافة والصحافيين، ولكنها في معناها تحمل تهديد السلطة غير المسؤول للشعب إن هو خالف الدعوة إلى الانتخابات.. أي ديمقراطية هذه التي تدعو الشعب إلى التصويت بالسيف على الأرانب السياسية؟! هل فعلا تحققت معظم مطالب الحراك، كما يقول بن صالح.. والحال أن السلطة تهدد باستعمال القوة القاهرة على صاحب الشرعية إن هو أكد حقه في ممارسة حقه الشرعي في رفض مصادرة حقه في انتخاب رئيسه ومؤسساته.2 - الإعلام يستقبل هذا التهديد السلطوي عليه وعلى الشعب بحفل توزع فيه جائزة للصحافة خصصت، هذا العام، لفضائل الحوار الذي يجري بين الناس بهذه الطريقة، التي عبّر عنها رئيس الدولة في رسالته للشعب عبر الصحافة مهددا ومتوعدا! وهو فعلا نوع من أنواع الحوار الذي يبدع فيه الصحافيون ويستحقون جوائز مجزية أحسن من جوائز العام الماضي! فالسلطة تحدد للصحافيين حتى الموضوعات التي يكتبون فيها كي يحصلوا على الجوائز!3 - الصحافة الآن غارقة في الفساد على مستوى المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة (إلا من رحم ربك)، وبعض الصحافيين غارقون في حكاية تحويل المهنة إلى أداة للشنطجة للمفسدين، قصد تحسين الأوضاع المالية للصحافيين، والتنظيمات المهنية غارقة في مسألة تحاشي اتخاذ مواقف سياسية متخندقة مع الشعب في هذا الظرف الحساس العصيب الذي تمر به البلاد... والغالبية العظمى من الصحافيين انتقلوا من حالة الفقر إلى حالة المجاعة... ولكنهم ما يزالون خائفين من سقوط الأغلال من أقلامهم! كان على الصحافيين أن لا يذهبوا للاحتفال مع السلطة... كان عليهم أن ينزلوا إلى الشارع مثل المحامين والقضاة والأساتذة للتعبير عن نفاد صبرهم نحو ما يحدث في القطاع من ضغط وصل إلى حد القهر.. لكن؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات