+ -

لسنا ندري كيف ستجرى رئاسيات بأرانب رئاسية عجزت حتى عن جمع 50 ألف توقيع من المواطنين في 25 ولاية ومن 25 مليون ناخب! هل من عجز عن جمع 50 ألف توقيع خلال شهر كامل يمكن أن يطمع في حصد 12 مليون ناخب كرقم أساسي مقبول لأي رئيس يمكنه أن يطمع في تسيير الجزائر بمشاكلها الحالية والتي تطال الجبال علوا وعرضا وثقلا. الشارع كله يسخر من حصيلة الترشيحات، حيث لا يوجد بينها من يملأ عين الشعب الذي يتظاهر في الشارع ويطالب بالتغيير الجذري حتى لا يكون الرئيس القادم الذي ينتخب بهذه الطريقة أسوأ شرعيا بما هو قائم الآن.. جزء من المترشحين عبارة عن رسكلة سياسية لأناس من رجالات الحكم الحالي والسابق، قالت عنهم السلطة إنهم فشلوا في مهامهم الوزارية فعزلتهم... وهي تعيدهم اليوم إلى الواجهة ليكونوا مرشحين مقبولين... وتأمل هذه السلطة أنها بهم ستجلب الشعب إلى التصويت، والشعب يائس من هؤلاء وممن يسوّق لهم.لعل هؤلاء المترشحين يريدون رئاسة من دون الشعب، تماما مثلما تريد السلطة ذلك... والمهم عندهم هو أن لا تعادي السلطة ترشحهم... أما إذا رفض الشعب ترشحهم فذاك لا يهم... والمهم عندهم أن تصوت عليهم السلطة وليس الشعب!أول نتيجة ستفرزها انتخابات بهذا الشكل هي الحصول على رئيس فاقد للشرعية، ربما بصورة أسوأ من صورة الرئيس في العهدة الرابعة!فإذا كانت السلطة قادرة على جلب الشعب للرئيس، فلماذا تذهب إلى الانتخابات أصلا؟ لأن الشرعية في محتواها هي رضا الناس عن الحاكم!الجزائر هي البلد الوحيد الذي فيه السلطة ترشح الرئيس وتجلب له الشعب لانتخابه بالتصويت المزور، ثم تتحكم فيه وفي أفعاله بملف التزوير وبملف اختياره من دون غيره.كل الناس لاحظت زهد الناس في الترشح للرئاسيات بهذه الطريقة... ولذلك كانت قائمة المترشحين خارج أي تصور لرئاسيات جدية ومحترمة يمكنها أن تحل مشاكل البلاد المستعصية عن الحل.لهذا دخلت البلاد الآن مع نتائج الترشحات في نفق أصبح معه إلغاء الانتخابات أفضل من إجرائها... وهذا فصل جديد من العبث الذي حذر منه العقلاء منذ البداية.. فهل ستجري انتخابات لتنتهي إلى وضع أسوأ سياسيا مما هو قائم؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات