بعد انهيار شركة توماس كوك البريطانية للسياحة والسفر، التي أدت إلى تقطع السبل بمئات آلاف السياح، بدأت الحكومات وشركات التأمين في تنسيق عمليات ضخمة لإرجاعهم إلى بلادهم. حيث كانت الشركة تدير فنادق ومنتجعات وشركات طيران تنقل نحو 19 مليون مسافر سنويا إلى 16 دولة مختلفة. إفلاس هذه الشركة ضرب قطاع السياحة العالمي في الصميم، حيث جاءت اليونان مثلا عام 2018 في المرتبة الثالثة من بين أهم وجهات توماس كوك.تداعيات هذه الأزمة لا تزال غير واضحة بالكامل، لكن ممثلي القطاع السياحي يتوقعون خسارة تصل إلى 500 مليون أورو، وقد تراجعت نفقات السياح كثيرا، كما لا يمكن التخطيط لموسم الصيف المقبل، لأن الكثير من الفنادق كانت عقودها للعام المقبل مع توماس كوك. اتحاد النزل (الفنادق) في تونس أبدى قلقه من مصير العشرات من النزل التي كانت تعمل بشكل حصري مع شركة السياحة العالمية البريطانية توماس كوك غداة إشهارها لإفلاسها. وقالت منى بن حليمة العضو المكلف بالاتصال بالجامعة (الاتحاد) التونسية للنزل، إن حوالي 100 فندق في المنتجع السياحي بمدينة الحمامات وفي جزيرة جربة السياحية تضررت من إعلان الشركة البريطانية إفلاسها. وقالت بن حليمة "نحن قلقون بشأن مستقبل حوالي 40 نزلا يعملون بشكل حصري مع توماس كوك". وبحسب إحصائيات اتحاد النزل يصل تونس حوالي 205 آلاف سائح عبر رحلات توماس كوك. ويمثل السياح البريطانيون حوالي 10 بالمائة منهم. وقطاع السياحة التونسي حيوي ومصدر رئيسي للعملة الصعبة، ويساهم بنحو 8 بالمائة في الناتج المحلي بالبلاد.وفي المغرب شكلت وزارة السياحة خلية أزمة للتعامل مع تداعيات انهيار توماس كوك التي كانت تسيّر رحلتين إلى مراكش أسبوعيا. أما في مصر فقالت مجموعة بلو سكاي، وكيل توماس كوك إنه جرى إلغاء 25 ألف من الحجوزات في مصر حتى أفريل 2020. ولدى الشركة 1600 سائح في الغردقة حاليا.والجدير بالذكر أن شركة توماس كوك، التي تأسست عام 1841 وتعد أقدم شركة سياحية في العالم، قد انهارت وأعلنت إفلاسها يوم الإثنين (23 سبتمبر) لتتقطع السبل بنحو نصف مليون سائح بأنحاء العالم، وتنطلق أضخم مساعي إعادة مواطنين من الخارج في زمن السلم في التاريخ البريطاني.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات