أحياء راقية مهددة بالانجراف وسط العاصمة

+ -

 تتعرض مناطق مختلفة بالعاصمة إلى انزلاق خطير للتربة، يقدر بعشرات السنتيمترات سنويا، ما قد يهدد أحياء بكاملها بالانجراف، كما هو الحال بالنسبة لشارع بوڤرة بالأبيار، ومناطق ببلدية وادي قريش والرايس حميدو وعين البنيان والقصبة، وذلك وفق دراسة حصلت “الخبر” على بعض تفاصيلها.تضع الدراسة المناطق سالفة الذكر في خانة أكثر عرضة للانجراف، بسبب جغرافيتها المتكونة من التربة غير المتماسكة والمشبعة بالمياه، وتشير الدراسة أيضا أن زلازل متوسطة الشدة قد تساهم بدورها في مخاطر كبيرة على السكان القاطنين بالمناطق المعنية، بحسب الدراسة التي أعدها خبراء المركز الوطني للوقاية من الأخطار الكبرى.وتؤكد ذات الدراسة أن شارع سي أحمد بوڤرة “غاليني” سابقا الواقع ببلدية الأبيار، يعرف انزلاقا خطيرا للتربة يهدد بانهيار أحياء بأكملها تقع بجواره، مثل أحياء “السفينجة”، “عين زبوجة”، وحتى فيلات فاخرة تقع فوق الشارع، بالتحديد بالقرب من حي “بوارسون”، بحيث بدأت تظهر فيها تصدعات خطيرة.فبالرغم من عمليات التزفيت التي تطال الشارع في كل مرة، إلا أن التصدعات والشقوق تعود للظهور بعد مرور بضعة أسابيع فقط، كما تظهر تصدعات بالمنازل، وكذا بعض المرافق الواقعة بمحيط هذا الشارع المهم الذي يربط بين أعالي العاصمة بن عكنون والأبيار بوسطها. وتعرف منطقة الأبيار بالعاصمة وبالتحديد شارع بوڤرة هذه الوضعية منذ ما يزيد عن 70 سنة.في ذات السياق، تشهد عدة بلديات نفس الحالة، على غرار وادي قريش، الزغارة، الرايس حميدو، عين البنيان، بني مسوس، بوزريعة والأبيار، باعتبارها المناطق الأكثر عرضة للانجراف، بسبب جغرافيتها المتكونة من تربة غير متماسكة مشبعة بالمياه، ويكفي تساقط بعض القطرات من الأمطار لرفع الستار عن الوضع والتسبب في كوارث طبيعية.وتشير ذات الدراسة إلى أنه في حال تسجيل هزة أرضية ذات شدة متوسطة،، فإنه من المحتمل تسجيل أكثر من 67 ألف ضحية، بالإضافة إلى آلاف الجرحى، كما ستحول مناطق واسعة بالعاصمة إلى ركام، من بينها أحياء يعود تاريخ إنجازها إلى عشرينات القرن الماضي، منها أغلب أحياء بلديات باب الوادي ومحمد بلوزداد ووادي قريش وبرج الكيفان وسيدي أمحمد والجزائر الوسطى، إضافة إلى ما أغلب بلديات وسط العاصمة التي تم إنجازها في بداية العشرينات، والتي لم تطلها عمليات إعادة البناء وحافظت على المنازل الكولونيالية·الأخطر من كل هذا، أن عددا من المرافق العمومية قد تنهار أيضا خاصة المستشفيات، كما هو الشأن بالنسبة إلى مستشفيات مصطفى باشا الجامعي الذي تضررت أجزاء منه في زلزال 23 ماي 2003، وكذا مستشفى بني مسوس، ما سيخلف أزمة كبيرة وتعطلا في الإسعاف، بالإضافة إلى تهديد عدد من البنايات الحيوية بالانهيار، منها مقرات رسمية موزعة عبر عدد من بلديات وسط العاصمة، كما سيعرف عدد من الجسور بالعاصمة نفس المصير، وستنهار عن آخرها، في حالة تسجيل مثل هذا الزلزال، وكل هذا الخراب قد يخلف خسائر اقتصادية تفوق 20 مليار دولار بحسب الدراسة·.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات