جرحى في مواجهات بين أفارقة مسلمين ومسيحيين

38serv

+ -

شهدت، أمس، المنطقة الصناعية لتڤرت بورڤلة، حالة استنفار قصوى، جراء مواجهات عنيفة نشبت بين أفارقة مسلمين وآخرين مسيحيين، كادت توقع ضحايا من الطرفين الذين ينحدرون من دولتي ليبيريا والنيجر ضد مجموعة أخرى مسلمة من دولة النيجر في مقر إقامتهم بالحظيرة التابعة لبلدية تڤرت، هذه الأخيرة التي يقبع بداخلها منذ السنة الفارطة زهاء ثلاثمائة شخص من مختلف الأعمار من النساء والأطفال والشباب وحتى كبار السن من هذه الدول. روت شهادات لـ”الخبر” أن المشادات استعملت فيها مختلف الأسلحة البيضاء من سكاكين وعصي وهراوات وسيوف. وقد أسفرت عن جرح 16 فردا من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين، نقلوا على جناح السرعة من طرف وحدات الحماية المدنية إلى مستشفى “سليمان عميرات” لتلقي الإسعافات الأولية، فيما يتواجد أحد المتضررين في العناية المركزة لذات المؤسسة نظرا لخطورة الإصابة.كما تعرضت طفلة ذات 4 سنوات من نيجيريا لحروق وآخر إلى كسر على مستوى اليد وهو الآن بمصلحة جراحة الرجال.وانطلقت المواجهات، حسب إحدى الروايات، عندما أقدم شاب من ليبيريا يقال إنه الرأس المدبر، على إضرام النار داخل مقر الإقامة، فأتت على كل ما هو موجود داخلها، ليتحول المكان بعدها إلى دخان كثيف صعب من مهمة إطفائها، لاسيما وأنها دامت أكثر من 3 ساعات دون أن تخلف أي خسائر بشرية.وقد كانت فرقتا الأمن الدائري والدرك الوطني حاضرتين لفك الشجار، ولتطويق المكان ومراقبة الوضع خوفا من تجدد الاشتباكات، خاصة أن مسرح الحدث يقع في قلب منطقة النشاط الصناعي وبالقرب من مؤسسات عمومية، على غرار عربات شركة السكة الحديدية ومطاحن الواحات، ولحسن الحظ لم تصلها ألسنة النيران وإلا كانت الكارثة. وتنقل رئيس بلدية تڤرت بالنيابة ووكيل الجمهورية إلى عين المكان لتفقد الوضع، فيما قدمت عناصر الهلال الأحمر الجزائري لبلدية النزلة مساعدات من ماء وأكل لحوالي مائة وخمسين إفريقي تضرروا من الواقعة.من جهتها، طالبت العديد من جمعيات المجتمع المدني، في حديثها لـ”الخبر”، الحكومة بضرورة التدخل العاجل لإيجاد حل لهؤلاء المهاجرين، خاصة أن البعض منهم أصبح يهدد أمن المنطقة ومصدر قلق وخطر كبيرين، نظرا لسيناريو الاعتداءات المتكررة كذلك على الممتلكات وابتزاز المواطنين عن طرق التهديد، في وقت لا يزال التحقيق متواصلا لمعرفة حيثيات الحادثة. للإشارة، فإنها المرة الثانية التي يحدث فيها عراك بين الأفارقة المسيحيين والمسلمين في نفس الإقامة ذاتها، ولكنها كانت الأخطر هذه المرة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات