+ -

ما هو سبب فشل الجيش المصري في القضاء على الجماعات المسلحة في سيناء؟ النظام الحالي فشل في مواجهة الإرهاب، ذلك أنه لا يتم مقاومته بطريقة جدية، ويتم التعامل مع الجماعات المسلحة الإرهابية دون تفكير أو وضع استراتيجية جيدة وتكتيكات فعالة، ويتم مقاومته بالقوة المتكاثرة العددية لدى الجيش المصري وبطريقة عشوائية، في حين أنه من المفروض أن الإرهاب له طبيعة خاصة وعناصره تختفي وسط المدنيين، ورجال الشرطة قادرون على التعرف عليهم، وبالتالي كان يجدر على النظام أن يفكر في نشر رجال الشرطة وسط المواطنين، حتى يتمكنوا من الكشف عنهم، كما أن سيناء محتاجة لمنظومة أمن وقائي وعلاجي، وبها مشاكل كثيرة جدا، ربما السلطة تنبهت لها مؤخرا، وهناك عداوة شديدة بين الأهالي وبعض المسؤولين في مصر، بالأخص الشرطة، وقد بدأت مؤخرا مشاكل مع الجيش بسبب سقوط مدنيين إثر الحرب الدائرة هناك والعمليات العسكرية المتواصلة، ما يجعل المواطنين هناك يغضبون، وللأسف الشديد أصبح لدينا حالة من الكراهية بين أهالي سيناء والسلطات، ويجب على السلطات التصدي لها وكبح جماحها، وقد أعلن أخيرا عن وقوف بعض القبائل بجانب السلطات.وكيف سيتم احتواء غضب أهالي سيناء في اعتقادك؟ لقد تم مؤخرا الإعلان عن وقوف بعض القبائل السيناوية إلى جانب الدولة، لكن لم يعلن عن شكل هذه المساندة، فإن كانت عسكرية ستؤدي حتما إلى فوضى، وإن كانت مساندة أعمال لوجيستية، فبالتالي يجب على الدولة توفير وسائل لحماية الناس الذين يقدمون معلومات لها، وفي نفس الوقت هناك أناس كثيرون يقولون إنهم لم يحصلوا على حقوقهم والتعويضات، بعدما تم إزالة منازلهم من على الشريط الحدودي الرابط مع قطاع غزة، وفي وسط هذا الزخم تبقى العملية غير واضحة، وتحظى بشيء من التعتيم الإعلامي، خاصة وأن الشرطة أصلا بها مشاكل كبيرة تجعلها لا تستطيع القيام بواجباتها، وأهل سيناء أدرى بالمنطقة، وكل قبيلة لها مكان معروف، وعليه اقترح أنه لابد من ضم أناس من قبائل سيناء للشرطة والجيش، خاصة وأن كثيرا من المسؤولين ينظرون الى أهالي سيناء بأنهم خونة، ولابد أيضا من تغيير استيراتيجية مقاومة الإرهاب، دون إيذاء المدنيين، لأن نشاط الإرهابيين مقارب لنشاط حرب العصابات، والجيش ليس لديه الخبرة، ولذلك فشل في مواجهتهم.ولعل أيضا قلة التنمية بسيناء أثرت في ذلك أيضا، ما قولك؟ قلة التنمية موجودة في سيناء وغيرها، للأسف الشديد نحن أمام معضلة كبيرة جدا، وعلى المسؤولين أن يحاولوا استقطاب أهالي سيناء الذين لديهم مطالب ومشاكل التنمية، في الفترة الأخيرة نسمع عن مشاريع وكلام معسول من رئيس الوزراء حول العديد من المشاريع التنموية وقناة السويس، لكن في الحقيقة كلها مجرد كلام ولا يشعر بها الجمهور، كما أننا نعاني من عدم وجود وظائف، تحديدا في سيناء أين الحرب معلنة ضد الإرهاب، إضافة إلى بعض التأثيرات الأخرى، مثلما حصل مع وزير العدل، ذلك أن المسؤولين غير مقتنعين بما يفعلون ولا بمبادئ الثورة، والحقيقة، الأمر يكاد يكون عشوائيا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات