اليوم أذكر لكم بعض الأمثلة الخاصة بالتعاون الدولي الجزائري في مجال تنمية الفساد وتعميمه باعتبار (أي الفساد) أصبح هو السلعة الأكثر إنتاجا في الجزائر والأكثر توزيعا محليا وحتى تصديرا للخارج..1 - دولة شقيقة صدّرنا لها بعض إنتاجنا من الفساد، ومنذ أسابيع سمعنا أن العدالة في هذه الدولة أصدرت مذكرة موجهة للعدالة الجزائرية تخص شخصية من هذه الدولة، وتطلب المذكرة القضائية لهذه الدولة تعاون القضاء الجزائري بخصوص شبهة فساد تخص هذه الشخصية لأنه جاء إلى الجزائر، حيث أنشأ شركة خاصة، وأشهد أن هذه الشركة دخلت على خط إفساد مع مسؤولين جزائريين في بداية القرن، منهم مسؤولون في شركات عمومية وخاصة، ويأخذ هذا الشخص نسبة من الفاتورات كوسيط.كل الناس تعرف أن هذا الشخص من الدولة الشقيقة كان يقوم بتحويل ما قدره 300 ألف أورو كل أسبوع في ساحة بورسعيد ويهربها بالشنطة إلى إيطاليا والمغرب وتونس، وبهذه الثروة أنشأ شركة في بلده، ولهذا فالعدالة في هذا البلد على حق حين تطلب من العدالة الجزائرية تسليط الضوء على هذا الموضوع، لأن الشركة التي أنشئت في هذا البلد أنشئت بأموال جزائرية مهربة إلى إيطاليا وتونس والمغرب من طرف هذا الشخص!ما يؤكد هذا الأمر أن السابقة التي أنشأها الشخص في الجزائر، وهي السرقة بالوساطة بين المؤسسات اعتمدها فيما بعد بعض المسؤولين فأنشأوا لأبنائهم وزوجاتهم وأحبابهم شركات وساطة مربحة يأخذ فيها الوسيط في الصفقة الواحدة ما يقارب المليارين دون أن يضيف أي جديد.2 - صورة أخرى لاستمرار إنتاج وتصدير واستيراد الفساد، وهي أن 20 شخصية جزائرية سافرت هذه السنة للحج على حساب المملكة العربية السعودية، في سياق ما يعرف بحج المجاملة للشخصيات، وتم تنسيق الأمر فقط مع وزير الشؤون الدينية دون الحكومة والرئاسة وحتى مصالح الأمن! وحجت على حساب السفارة 20 شخصية منها قضاة ووكلاء جمهورية وعضو مجلس دستوري وأساتذة جامعيون وأعضاء من المجلس الإسلامي الأعلى، ذهب هؤلاء من دون رخصة رسمية، بل ذهبوا برخصة حج فقط! هكذا أصبح الفساد يضرب حتى علاقة الإنسان الجزائري بخالق السموات؟!المصيبة أن حتى المجلس الإسلامي الأعلى تدخل رئيسه لدى رابطة العالم الإسلامي بجدة ليمنحه (حجات) على حساب الرابطة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات