38serv

+ -

شخص تبنّى طفلاً فهل يجوز أن ينسب ذاك الطفل له ويقال “فلان بن فلان”؟  التبنّي محرّم في الإسلام، ولكن يجوز التكفل ورعاية أحد أبناء المسلمين ذوي القربى أو غيرهم، خاصة من اليتامى والمساكين منهم، ففي ذلك الأجر العظيم يوم القيامة، أمّا أن ينتسب الولد لغير أبيه كما أسلفنا فشهادة زور محرّمة، قال تعالى: {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللّه فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَائَهُمْ فَإِخْوَانَكُمْ فِي الدِّينِ} الأحزاب:5، وجاء في الصحيح عن سعد وأبي بكرة رضي اللّه عنهما مرفوعًا: “مَن ادّعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنّة حرام عليه” رواه البخاري.ويجوز لذلك الرجل أن يمنحه لقبه كي لا يحرم ذلك الطفل من الحقوق الإدارية والمدنية، لكن لا بد من إضافة كلمة “مكفول” حتّى لا يخدع الطفل أوّلاً ولا يخدع غيره بالأمر، ومن المؤسف أن نرى أناسًا يربون أطفالاً وينسبوهم إليهم، ويخفون الحقيقة عنهم، حتّى إذا ما كبروا أخبروا، وكم تكون الصدمة شديدة عليهم حينئذ. وأسئلة كثيرة ترد علينا من قِبل المكفولين، وأحدهم يسأل عن حكم زواجه بفتاة ويريد إخفاء حقيقة أمره عنها فهو لا يعرف اسم أبيه الحقيقي، وجوابه: إن كتمانه الحقيقة نوع من أنواع الغش والغرر وهو محرّم في ديننا، قال صلّى اللّه عليه وسلّم: “مَن غشّنا فليس منّا” رواه مسلم، وليس كالصدق ضمان للنّجاح لمستقبل الأسرة بدءًا من البناء إلى مجيء الأبناء.فتاة تسأل عن حكم اللّعن لأخواتها..  اللّعن هو الطرد والابتعاد من رحمة اللّه، وإنّ له أحكاماً في الإسلام من بينها: تحريم لعن المسلم بعينه، فعن ثابت بن الضحّاك وكان من أصحاب الشجرة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: مَن حلف بملّة غير الإسلام فهو كما قال، وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك... ومَن لعن مؤمناً فهو كقتله، ومَن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله” أخرجه البخاري ومسلم.وعن سمرة بن جندب رضي اللّه عنه عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “لا تلاعنوا بلعنة اللّه ولا بغضبه ولا بالنّار” أخرجه أبوداود والترمذي وأحمد وغيرهم وهو حديث حسن، وعن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ليس المؤمن بالطعّان ولا اللّعان ولا الفاحش ولا البذيء” أخرجه أحمد والبخاري والترمذي وغيرهم وهو حديث صحيح، وعن أبي الدرداء رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ العبد إذا لعَن شيئاً صعدت اللّعنة إلى السّماء فتغلق أبواب السّماء دونها ثمّ تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثمّ تأخذ يميناً وشمالاً فإذا لم تجد مساغاً رجعَت إلى الّذي لعن، فإن كان لذلك أهلاً وإلاّ رجعت إلى قائلها” أخرجه أبوداود وهو حديث حسن.وعلى المؤمن أن يحفَظ لسانه وأن يروّضه على عدم النطق إلاّ بالخير، “فليس يدخل النّار أكثر من حصائد الألسن”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات