38serv
أفاد مسؤول بالمعارضة المالية المسلحة بأن قادتها قرروا مقاطعة مراسم التوقيع على اتفاق السلام، المرتقبة غدا بباماكو تحت رعاية الوساطة الدولية التي تقودها الجزائر. في المقابل حضروا، أمس، بالجزائر، للتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق، نزولا عند إلحاح الوسيط، غير أنهم لا زالوا متمسكين بشروطهم المرفوضة من طرف حكومة الرئيس إبراهيم بوبكر كايتا.قال حامة آغ سيد أحمد، مستشار الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد، لـ«الخبر”، إن وفدا من تنسيقية الحركات الأزوادية، بقيادة بلال آغ الشريف، الأمين العام لحركة تحرير أزواد، زار الجزائر، أمس، والتقى مسؤولين من وزارة الخارجية وبحث معهم إمكانية حضور جميع أطراف الأزمة مراسم التوقيع على الاتفاق. وأوضح المسؤول الأزوادي أن البعثة “أبلغت الجزائريين استحالة مشاركتنا في مهزلة باماكو، لأن الحكومة المالية ترفض التفاوض بخصوص التعديلات التي نحرص على أن تتضمنها وثيقة الاتفاق. فنحن طرف في مسار السلام مثل الحكومة، وليس لها أن تفرض علينا اتفاقا لا يرضي شعبنا الأزوادي”.وأوضح نفس المسؤول الترڤي أن التنسيقية تتمسك بالتعديلات التي سلمتها للوساطة الدولية في 17 مارس الماضي، بكيدال في شمال مالي. وخلاصة هذه التعديلات، أن المعارضة التي تضم ثلاثة تنظيمات مسلحة، تريد وضعا قانونيا وسياسيا خاصا بإقليم أزواد الذي يضم خمس مدن بالشمال.وأضاف سيد أحمد: “التنقل إلى الجزائر يدوم يوما واحدا، ويكون للتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق فقط، وهو تعهد لا يحمل أية قيمة قانونية عكس ما هو مطلوب من الأطراف التي ستحضر لقاء 15 بباماكو”.وعن قيمة الاتفاق المرتقب الجمعة في غياب الطرف الرئيسي، قال المسؤول الأزوادي: “بدون حضور التنسيقية سنشهد مهزلة حقيقية يوم الجمعة، وهذه الحقيقة قلناها للوساطة الدولية بقيادة الجزائر، وبلغناها للفرنسيين والأمريكيين. لقد قلنا لهم إن الاختباء وراء طرف وحيد في هذه الأزمة، أي الحكومة، ينزع كل مصداقية عن الوساطة”.ومن المنتظر أن يشارك في مراسم التوقيع على الاتفاق، إلى جانب ممثلي الحكومة المركزية، ثلاثة تنظيمات ترڤية، أحدها منشق عن التنسيقية. والثلاثة محسوبة على حكم الرئيس كايتا، لذلك تقول التنسيقية إن الاتفاق “ستوقعه الحكومة مع نفسها”، وتتهم الطرف الأزوادي الموالي لها بـ«بيع القضية في المزاد العلني”.من جهته، صرح منجي الحامدي، رئيس البعثة الأممية إلى مالي، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أن الهيئة الأممية تسعى إلى عقد اجتماع بالجزائر، نهاية الأسبوع الجاري، بغرض فرض وقف المواجهة بين مسلحي أزواد والجيش المالي. وقال إن الاجتماع “سيعقد بهدف دفع التنسيقية للتوجه إلى باماكو للتوقيع على الاتفاق”.غير أن الناطق باسم “المجلس الأعلى لوحدة أزواد”، آلمو آغ محمد، وهو عضو بالتنسيقية، صرح عشية زيارة آغ الشريف إلى الجزائر، أن “التنسيقية أعطت موافقتها على التنقل إلى الجزائر، قبل مراسم التوقيع على الاتفاق”. وفهم هذا التصريح، الذي نقلته الوكالة الفرنسية، بأن المعارضة قد تحضر لقاء الجمعة. وعلى عكس جو التشاؤم الذي يخيم على مسار السلام، صرح الناطق باسم الخارجية الجزائرية، بن علي شريف، لـ«كل شيء عن الجزائر”، أن المعارضة تخلت عن مطلب الحكم الذاتي. وحصلت في المقابل، حسبه، على تعهد من الحكومة بإشراكها في السلطة المركزية والمحلية، وبتوزيع عادل للثروة بين مختلف مناطق البلاد. ويعني كلام بن علي أن التنسيقية ستكون حاضرة يوم الجمعة. من جهتها، حيت السفيرة الأمريكية بالجزائر، جوان بولاشيك، في تغريدة بالتويتر، جهود الجزائر لحل الأزمة وتمنت لها التوفيق.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات