مصابة بانهيار عصبي متهمة بـالانتماء لـ"داعش" بليبيا

+ -

أوقعت الأخبار التي تداولتها الصحف ووكالات الأنباء، منذ السبت المنصرم، حول قبض قوات الجنرال حفتر في بنغازي بليبيا على الجزائرية خيرة عيسى الديلمي، واتهمتها بالانتماء إلى تنظيم “داعش”، حالة من الذعر والصدمة وسط أفراد عائلتها المعروفة بفقرها المدقع في قريتها أولاد الديلمي، الواقعة بإقليم بلدية وامري، على مسافة 40 كلم غرب عاصمة ولاية المدية. واستغربت مصادر على صلة بالحالة الاجتماعية لعائلتها، إقدام المتهمة البالغة من العمر 38 سنة على خطوتها تلك، وحتى على مغادرة التراب الوطني بحكم أميتها ووضعيتها الاجتماعية التي كانت تقوم على صدقات المحسنين، حسب شهادات أهل قريتها.فبعد قطعنا مشيا لمنحدر وعر نحو بيت عائلتها أسفل القرية، زوال أمس، قابلتنا الأم التي كانت في حالة منهارة نفسيا بالسؤال إن كانت ابنتها قد قتلت، مطلعة إيانا على قفة من الأدوية التي كانت تتناولها، وأحدثها من وصفات  دأبت على اقتنائها من الجزائر العاصمة، بعد أن كانت قد سافرت مرتين إلى تونس لجلبها قبل استحداث وكالة لبيعها على الأراضي الجزائرية. “آخر مرة كانت بالبيت يوم الأحد قبل أسبوعين.. كانت لا تغادر دون مرافقة شقيقتها، وغالبا ما تكون الوجهة نحو شقيقتها الأكبر المتزوجة ببلدية مجاورة، لكن فوجئنا هذه المرة بمغادرتها البيت العائلي بمفردها، وكان الاعتقاد أنها ذهبت نحو بيت شقيقتها”، تقول الأم البالغة من العمر 77 سنة. والدها وجدناه في حالة هذيان، حاول تفادينا أول مرة، لكنه استسلم للبكاء “ابنتي كانت مريضة ولا يمكن لأحد بعموم القرية أن يشهد بغير ذلك، هي مصابة بانهيار عصبي عسر على الأطباء، بمن فيهم من قاموا بفحصها، سواء بمدينة المدية أو بمستشفى الأمراض العقلية بجوانفيل، أين أكتفى أحد الأطباء بنصحنا بالتوجه بها إلى الرقاة”، يقول والدها الجريح والمسن البالغ من العمر 78 سنة. وحسب مصدر بالبلدية، فإن العائلة مسجلة لدى مصالحها الاجتماعية من بين العائلات المعوزة، التي يقول المصدر ذاته، إنها تتحصل بانتظام على قفة رمضان منذ استحداثها، في إشارة إلى شدة فقرها.وأكد المصدر ذاته أن المتهمة معروفة لدى جميع أهل البلدة كمصابة بمس من السحر، ليبقى الجو السائد حول محيطها العائلي والقروي مذهولا من الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام حول التحاقها بشبكات التجنيد والانضمام إلى تنظيم “داعش”، فيما رجح المتتبعون لحالتها بأنها قد تكون ضحية استدراج أو كمين أو حتى ورقة اتهام ليبي لأغراض لا تتماشى وحالتها المرضية التي تعانيها منذ أن كان عمرها 20 سنة، حسب قول والدتها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات