تصريحات السبسي تؤكد فشل الدبلوماسية التونسية

+ -

عادت الأزمة التونسية الليبية إلى السطح مجددا، بعد تلك التي سبقتها أثناء وقوع مشادات كلامية ما بين وزير الإعلام الليبي في حكومة طبرق ووزير الخارجية التونسي، عقب قرار الحكومة التونسية اعتماد سفيرين لها في ليبيا، ليكون مقتل الصحفيين التونسيين اللذين تم اختطافهما في أجدابيا قبل أن يطلق سراحهما، ثم يعاد اختطافهما مجددا، من قبل جماعات يقال إنها متشددة، الفتيل الذي أعاد الأزمة ما بين البلدين، في تبادل للاتهامات على مختلف القنوات الإعلامية. فسر المحلل السياسي الناصر خشيني، في تصريح لـ”الخبر”، رد فعل التونسيين بالقول “عندما جاء أكثر من مليون ليبي إلى تونس، تعاملت الجماهير التونسية مع الثوار ومع جماعة القذافي على حد سواء، بشكل إيجابي، ومكناهم من التداوي والعلاج، فهل يرد الجميل بقتل صحفيين تونسيين؟ الأمر غير مقبول وإن كانت للحكومة التونسي حساباتها، الجماهير التونسية لها حسابات غير حساباتها، حتى أن القاضي التونسي الذي أرسل إلى ليبيا لم يتمكن من أداء مهامه والكشف عن الحقائق، بل حتى إنه لم يجد قبريهما، وتونس عليها تصعيد اللهجة للوصول الى الحقيقة”.وأبعد المتحدث إمكانية أن يكون لحكومة طبرق أو الجيش الوطني الليبي يد في قتلهما، موضحا “خليفة حفتر ليس من مصلحته ذلك، هو يسيطر على جزء بسيط من ليبيا، ولن يساعده توتر العلاقات مع تونس، من قام بذلك جماعات متشددة تقول إنها تطبق حكم الله”.وبخصوص اتهام الليبيين للتونسيين بتصدير الإرهاب إليهم، رد خشيني “عندما انطلقت الثورة الليبية، سمح الوزير حمادي الجبالي بدخول الأسلحة القادمة إلى ثوار ليبيا ضد القذافي، عبر ميناء جرجس، ومن هنا يأتي الاتهام”.من جهة أخرى، أغضب الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أنصار حكومة طبرق الليبية بعد تصريحاته التلفزيونية التي اعتبر فيها أن “الاعتراف الدولي بشرعيتها لا معنى له، لعدم وجود دور لها في تسيير مناطقها”، مشيرا إلى تعامله مع حكومة طرابلس رغم عدم الاعتراف الدولي بها، كون ذلك من مصلحة تونس وضروري. إلا أن المحلل السياسي الناصر قال إن تونس تعمل على عدم إغضاب طرابلس، باعتبار أنها المسيطرة على الحدود بين البلدين، مواصلا “تصريحات السبسي تؤكد فشل الدبلوماسية التونسية، التي تنتظر إملاءات خارجية في ظل سيادتها المنقوصة، التي ليست قادرة على أن تحكم بها فيما يتعلق بالملف الليبي”.على صعيد آخر، أكد المتحدث على وجود تنسيق ما بين حفتر والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأنه لا مجال للشك أن الأخير وراء إعطاء الأمر لقصف السفينة التركية، فعداء حفتر مع جماعات الإسلام السياسي في ليبيا، هو نفسه ما بين السيسي وتلك المتواجدة في مصر، وتركيا تعمل على مساعدة الإسلام السياسي، فمن يقول إن الشحنة لم تكن أسلحة ومساعدات لوجيستية لـ”داعش” درنة؟ هي من أدخلتهم إلى سوريا ومن الطبيعي أن تساعدهم في درنة”، على حد قوله. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات