+ -

أكثر من 20 وزيرا في السجن ومعهم رئيسا حكومة وصرعوقة من الولاة والمديرين وكبار المسؤولين وطزينة من رجال الأعمال والمال.. ومعنى هذا الكلام أن نظاما كاملا وضع نفسه في السجن من طرف جزء من هذا النظام الذي يريد رسكلة نفسه ويكسب ود الشعب بسجن جزء من هذا النظام. المؤسف حقا أن الواجهة السياسية لهذا النظام لم تفهم بأن النظام الذي فعل ما فعل بواجهته المدنية يمكن أن يصل به الحال إلى التضحية بباقي الواجهة المدنية للنظام التي ما تزال تتعاطى مع السلطة الفعلية بنفس عقلية من هم في السجن، سواء على مستوى الانبطاح السياسي أو على مستوى طرق رسكلة الفساد والمفسدين. والأمر نفسه ينسحب على المعارضة المبولسة التي ماتزال تؤمن بالتغيير الذي تقوده بقايا النظام الفاسد بعد هذه الثورة المباركة. صحيح أن رؤساء الأحزاب الموالية للسلطة كلهم في السجن من أويحيى إلى ولد عباس إلى عمارة بن يونس إلى غول ... لكن هل هناك فرق بين هؤلاء في سياستهم الانبطاحية للسلطة الفعلية وبين من خلفهم على رأس هذه الأحزاب، سواء على صعيد الانبطاح أو على صعيد الفهم لمحتوى ما يجب أن تكون عليه الأمور بعد الثورة.. تصريحات جميعي لا تختلف أبدا في شيء عن تصريحات ولد عباس.. وتصريحات ميهوبي لا تختلف أبدا عن التصريحات التي كان يطلقها أويحيى قبل سجنه.. كلهم يؤيدون الجيش فيما يقوم به ضدهم وضد أحزابهم الفاسدة وضد وزرائهم الفاسدين وضدهم هم أيضا بوضعهم في السجن، وهم يؤيدون ما يفعل بهم. ميهوبي عندما تولى رئاسة الأرندي قال نفس الكلام الذي قاله أويحيى قبل أن يسجن! هل حقيقة أن الأرندي ما يزال أعضاؤه على نفس سياسة أويحيى التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه.. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا الحديث عن التجديد في الأرندي ونفس الشيء بالنسبة للأفالان. لكن الواجب الوطني أن يختفي كل المسؤولين في هذه الأحزاب الذين كانوا في قيادتها ويفتحون المجال لجيل جديد من القيادات الشابة تتماشى مع الثورة الشعبية ولا تعمد هذه الأحزاب إلى إخراج أناس بنفس “المول” السياسي البائس الذي كان موجودا قبل الأزمة السياسية.. حتى المعارضة كان عليها أن تعقد مؤتمراتها وتنسحب قياداتها من الواجهة.. فلا يمكن لمقري أو جاب الله أو الديمقراطيين الذين قادوا أحزابهم إلى الفشل في تعبئة الشعب.. لا يمكنهم أن يقودوا المرحلة القادمة لا هم ولا المحيطون بهم من الصف الأول. لهذا كان من الواجب حل أحزابهم وتسهيل المهمة للشعب في إعادة بناء حياة سياسية جديدة ليس فيها مثل هذه الوجوه الكالحة في البرلمان والحكومة والأحزاب وجمعيات الاستخبار السياسي و«الكيشرة” السياسية. هؤلاء لا يصلحون حتى لتمثيل بقايا أحزابهم، فكيف يمثلون الثورة الشعبية العارمة لدى السلطة في حوار فشلوا حتى في عقده بينهم، فكيف يمثلون الحراك لدى السلطة ؟!والسلطة البائسة ماتزال رهينة الرسكلة لنفاياتها السياسية. هل بن صالح وبدوي أفضل من بوتفليقة وأويحيى لدى الرأي العام.. وبن صالح كان رئيسا للأرندي.. وهل جميعي وكوجيل وشنين وميهوبي أفضل ممن سبقوهم.. والحال أنهم كلهم يتمتعون بصفة الانبطاح السياسي بطريقة أسوأ ممن سبقهم في المسؤولية.. إنها المصيبة!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات