لا أستطيع أن أكتب في المسائل الوطنية وعلاقة الجزائر بحكام الشرق الأوسط من دون عصبية أو تعصب للوطن والشعب الجزائري، خاصة عندما يتعلق الأمر بإهانة الوطن من هؤلاء الحكام:1- الرئيس المصري السيسي لم يستقبل بن صالح في المطار كما جرت العادة في الأعراف الديبلوماسية بين الجزائر ومصر عند زيارة الرؤساء حتى لو كانت زيارات شخصية ! وكان على بن صالح أن يرد على السيسي وهو في أرض مصر فيرفض زيارته.. لكن من يهن يسهل الهوان عليه.وبن صالح هنا يهين وطنا ولا يهين نفسه فقط أو يهين حكمه.2- السيسي أيضا تمادى في إهانة بن صالح ولم يحضر السيسي إلى ملعب القاهرة لتسليم كأس إفريقيا للجزائريين، وحضر بن صالح مرؤوسا برئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.. أحمد أحمد! ترى لماذا كسر السيسي الأعراف الديبلوماسية التي تجعل رئيس الدولة المضيفة للمنافسة القارية يسلم هو نفسه الكأس للفائز ؟! هل لو فازت مصر بالكأس يتأخر السيسي عن تسليم الكأس أو حتى لو فازت دولة أخرى غير الجزائر هل يتأخر عن تسليم الكأس ؟! نحن لم نخرج مصر من الكأس، نحن حرمنا من حرم مصر ! بالماضي سأله صحفي مصري: أن كان قد شاهد مناصرة المصريين للفريق الجزائري فأجاب: لابد أن أزور طبيب العيون لأعرف لماذا لم أشاهد هذه المناصرة التي تتحدث عنها. السيسي من حقه أن يساير شعبه في موقفه، لكنه ليس من حقه أن يمس بالقواعد الدبلوماسية المتعارف عليها في هذه المسألة. وإذا كان بعض الجزائريين قد غضبوا من هذا التصرف المصري الرسمي، فإنني على عكسهم فرحت لأنه لا يشرف الفريق الوطني أن يتصور مع السيسي ! كما لا يشرفه أن يتصور مع بن صالح رمز الانبطاح الوطني لولا دعاوى الأخلاق السياسية للدولة حتى ولو كان على رأسها بن صالح ؟!3- هذا الموقف المصري الرسمي يعكسه الموقف الشعبي بالتأكيد، فالكرة كانت دائما مجالا للتوتر في العلاقات بين البلدين. تتذكرون في الثمانينات عندما لعب الفريق المصري في 5 جويلية بالجزائر ووقعت مناوشات بين اللاعبين كادت على إثرها أن تقطع العلاقات السياسية المقطوعة أصلا.. وكتبت الصحف المصرية تقول: “أبناء ثورة يوليو يذبحون على أرض 5 جويلية بالجزائر”! وقضية أم درمان وملعب القاهرة في كأس العالم ما تزال حاضرة.4- ما زلت أقول ماذا تفعل الجزائر في منظمة اسمها الجامعة العربية، وحال علاقاتنا مع المصريين هي هذه حتى في الأخلاق الديبلوماسية في كرة القدم.. أعرف أن كرة القدم في مصر هي منوم سياسي للشعب المصري مثلما هي منوم سياسي عندنا، لكن أن يصل الأمر إلى مثل هذا التصرف من رئيس الدولة المصرية فهذا أمر لا يمكن قبوله.. ويجب أن يكون الرد من الجزائر في مستوى هذا التصرف، أقلها خفض التمثيل الديبلوماسي بسحب العضوية من الجامعة المصرية التي تسمى الجامعة العربية[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات