ما أشبه اليوم بالبارحة... والتاريخ فعلا يعيد نفسه. الثورة الجزائرية التي اندلعت في أواسط الخمسينيات حملت الشباب المهاجر في أوروبا، الذين يلعبون كرة القدم في فرنسا خاصة، حملتهم على الانضمام إلى الثورة انسجاما مع قضية شعبهم... وتكون فريق جبهة التحرير لكرة القدم في خضم معركة التحرير الوطني، وكانت عظمة هذا الفريق لا توصف، بحيث كان فريق جبهة التحرير يغلب فرقا لدول مستقلة مثل تونس والمغرب وألمانيا والصين والعراق. وغيرها من الدول!وكانت حرارة الثورة موجودة في قدم كل لاعب من لاعبي هذا الفريق، والتاريخ يعيد نفسه، فقد انضم الشباب من مختلف أنحاء أوروبا إلى الفريق الوطني لكرة القدم اليوم في خضم الثورة الشعبية التي تجتاح البلاد كإعصار تسونامي الحرية... ويحس الشاب الجزائري في الفريق الوطني أن الحرية التي تجتاح الشارع الجزائري تجتاح أيضا أقدام هؤلاء الأبطال... والجميع يصيح “نغلبوهم ڤاع” تماما مثلما كان يصيح الشباب في الشارع بالحرية “تتنحاو... ڤاع”!ومثلما كان يصيح شباب الجزائر في وجه الكولون الاستعماريين “تروحو...ڤاع” وقد تحقق ذلك في 1962.الوطنية والحرارة المعنوية تولد لدى الشعوب خلال المخاض الثوري وتتحول إلى مارد تمس كل شيء؟!تصوروا معي لو أن ما حدث للشباب في الشارع من ثورة سياسية معنوية عملاقة حررت كل الناس من الخوف والظلم والرداءة وامتدت بآثارها إلى الفريق الوطني لكرة القدم، فجعلته يفعل ما فعل في القاهرة ... تصوروا أن ذلك أيضا امتد إلى الحكومة، فتكون فريق وطني بمواصفات فريق كرة القدم... وتكون فريق آخر في البرلمان بنفس مواصفات فريق القاهرة، وتكون فريق في الجيش بنفس مواصفات مجموعة بلماضي... وتكون فريق في المعارضة والأحزاب السياسية بنفس كفاءة وأداء السياسة التي مست رفاق محرز، وتكون فريق في التعليم وآخر في الجامعات والبحث العلمي وفريق آخر في الدبلوماسية والسياسة الخارجية، وتم الأمر نفسه في الإدارة والاقتصاد.! إنه الحلم الجميل الذي يمكن تحقيقه لو أسند الأمر إلى أهله الشباب كما حدث مع بلماضي.! وحدث الأمر نفسه في مجال الفن والثقافة والإعلام وفي مجال العمران والفلاحة والصناعة، فالخميرة موجودة بين كل الشباب في هذه القطاعات، وما هو غائب هو الطباخ الماهر في كل قطاع مثل الشاب بلماضي[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات