+ -

تفتتح، مساء اليوم، الدورة الـ68 من مهرجان “كان” السينمائي العالمي، وتستمر إلى غاية 24 ماي الجاري، بمشاركة 50 فيلما يمثل القارات الخمس، ويتنافس على سعفته الذهبية 19 فيلما، منها 5 أفلام فرنسية وتغيب الجزائر عن كل التظاهرات ويحضر العرب في المسابقة الرسمية للفيلم القصير بفيلمين مصري وكويتي. لن تسمع على مسافة 60 مترا، وهو طول البساط الأحمر، المؤدي إلى 24 درجة لقصر العروض بمدينة “كان”، إلا أصوات آلات التصوير وبريقها، بينما تترصد خطوات نجوم السينما يمرون كالملوك، ولا تشتمّ إلا أرقى العطور، ولن تشاهد إلا الجمال في أرقى صوره. ستنقل القنوات مشاهدا مختلفة عن تلك التي اعتاد عليها الجمهور، مشاهد الابتسامات الساحرة والألبسة الراقية والألوان المميزة والتصاميم الجذابة، بدل من مشاهد القتل والموت والصراع البشري، تنقل صورا راقية عن عالم لم يعد موجودا إلا في مهرجان “كان” وفي الأفلام السينمائية، عالم الجمال والإبداع.200 ألف زائر خلال المهرجانينطلق اليوم مهرجان “كان” السينمائي الدولي، الأكثر شهرة ومتابعة في العالم، حيث يتم نقل الحفل الرسمي عبر قنوات القارات الخمس، ويحضره سنويا أكثر من 200 ألف زائر، بين نجوم ومنتجين وسينمائيين وعشاق سينما وإعلاميين، والمهرجان الذي يشد أنظار عشاق النجوم والماركات العالمية لمدة 10 أيام وينقل صوره حوالي 36 ألف مصور تم اعتمادهم من مختلف القارات. تحتفي الدورة الـ68 بالممثلة الايطالية انغريد برغمان، حيث وضعت ملصقة كبيرة تمثل وجه الممثلة، مبتسما تعلو مدخل القصر العروض 24 الدرجات المؤدية للقصر، حيث يتنافس  19 فيلما على السعفة الذهبية، منها خمسة أفلام فرنسية كل الأجواء هيأت لنجاح الدورة 68 التي يرأس لجنة تحكيم مسابقتها الرسمية الأخوين كوان، ويتم فيها عرض 50 فيلما في كل المنافسات والفعاليات، منها 19 فيلما في المنافسة الرسمية، بالإضافة إلى تظاهرات موازية للمسابقة الرسمية مثل “نظرة ما” و”جمعية المخرجين”.فرنسة مهرجان “كان” وماذا بعد؟ارتأت إدارة مهرجان “كان” أن يكون الافتتاح فرنسيا، بل المهرجان كله فرنسيا، رغم الانتقادات التي قدمت للمهرجان في السنوات الأخيرة، بسبب توجهه إلى فرنسة كل شيء فيه ليصبح أكثر محلية. سينشّط حفل الافتتاح الممثل “لوبار ويلسون”، مع مدير أوبرا باريس “بنيامين ميلبيي”، زوج الممثلة الشهيرة “ناتالي بوراتمان”، حيث سيقدم كوريغرافيا مستلهمة من مشهد حب “فاتيجيو” لفيلم “عرق بارد “ للمخرج العالمي “ألفريد هيتشكوك”. بينما تفتح المخرجة الفرنسية “إيمانويل باركو” العروض بفيلم “الرأس المرفوعة” وهو فيلم فرنسي من أفلام الواقع، ويتناول مسار شاب مختل وتشارك فيه “كاترين دوناف” كقاضية أطفال.مهرجان “كان” فرنسي بامتياز أيضا، بمشاركة خمسة أفلام فرنسية، تتنافس على “السعفة الذهبية”. وقد انتقد الإعلاميون مدير المهرجان على هذا الاختيار، لكنه رد على أسئلة الصحفيين وعلى المنتقدين، بأن الإدارة اختارت الأفلام التي ستحبونها أفلام الشغف، وهي تستحق وجودها ضمن المسابقة الرسمية. كل شيء تمّ فرنسته، فليست فقط المسابقة الرسمية المعنية بالأمر، فلأول مرة سيتم نقل النجوم والمشاركين والمخرجين والمنتجين إلى البساط الأحمر بسيارة فرنسية مائة بالمائة “رونو اسباس”، حيث وضع المصنع 200 نموذج للسيارة “رونواسباس” الجديدة تحت تصرف المهرجان والعلامة التجارية شريك أساسي في المهرجان منذ 32 سنة، كما تتكفل العلامة العالمية “ديور” بتقديم ألبسة السهرة لأعضاء لجنة التحكيم، حيث تم تنظيم عرض أزياء. وبالمقابل تم إعادة تأهيل قصر العروض، الذي يحتضن احتفالية “كان”، كما سيتم استقبال 12.000 مهني في صناعة السينما في “سوق الأفلام”، أين سيتم عرض مئات الأفلام في أجواء سرية.“كان” بعيون مفتوحة جدا لمواجهة أي طارئقرّرت إدارة المهرجان، بعد الهجوم على شارلي إيبدو، جانفي الماضي، والهجوم على محل لبيع المجوهرات النفيسة بمدينة “كان”، أن تعزز الإجراءات الأمنية في المدينة وحول الفنادق التي تأوي النجوم، بالإضافة إلى أماكن العرض، وكان آخر اجتماع لقوات حفظ الأمن في المدينة، صبيحة أمس، لوضع آخر الترتيبات الأمنية ومراجعتها، فلأول مرة يتم اعتماد مركز للمراقبة والتحكم بالمدينة، كما تم تعزيز الفرق المكونة من  500 شرطي بإضافة أعضاء التدخل السريع وأعوان الأمن في زي مدني، كما تم تحديد مناطق التجول والعبور ووضع المحاور الرئيسية تحت المراقبة المشددة، بالإضافة إلى اعتماد الحراس الخاصين للنجوم.“كان”.. نجوم نجوم ونجومسيرصّع سماء مدينة “كان” بمجموعة من النجوم العالميين، حيث تحضر الممثلة العالمية الشقراء “شارليز تيرون” مع “توم أردي” ليقدمان فيلم “ماد ماكس”، كما نجد الممثلة العالمية وصاحبة أوسكار عن دورها في فيلم “بلاك سوار”، الأمريكية “ناتالي بورتمان” هذه المرة كمخرجة سينمائية، كما تحضر الممثلتين “كايت بلونشات” و”روني مارا” عن الفيلم الأمريكي “كارول”، وينتظر البساط الأحمر مرور “تيم روث” في الفيلم المكسيكي “كرونيك”، بالإضافة إلى “سلمى حايك” و«فانسون كاسال” مع الايطالي “ماتيو غارون” عن  “تال وتالز” “ماريو كوتيار” و”ميشال فاسبندر”.يعود المخرج الايطالي العالمي “ناني موريتي” إلى البساط الأحمر، بعد أن نال سعفته الذهبية سنة 2001، كما نجد الممثل “راشال وايز”، “ناومي واتس” و«ماتيو ماك كونوغي”، و”ازابيل اوبار” في ثلاثة أفلام و«غيلون نيكلوكس” و«ماتياس كوينار” و«ديان كروغار” وغيرهم من النجوم الذين حذّرتهم إدارة المهرجان من الإفراط في استعمال السلفي، لأنه يعيق العمل ويعطل العروض، بسبب انشغال النجوم بأخذ صور شخصية لهم على البساط الأحمر، والعملية التي ترجتهم إدارة المهرجان أن ينقصوا منها لصعوبة تسيير الأمر على البساط بسبب الفوضى التي يحدثها السلفي.الجزائر طال غيابكيتأمل المشاهد الجزائري والمتتبع لمهرجان “كان”، من أن يعود الفيلم الجزائري للواجهة مرة أخرى عبر المهرجانات العالمية، خاصة مهرجان “كان” الذي سجلت فيه الجزائر اسمها بالذهب بفيلم لخضر حامينا “ريح الجنوب” والسعفة الذهبية الوحيدة للعرب. ورغم الميزانية الكبيرة التي خصصتها وزارة الثقافة للسينما وتأسيس صندوق دعم الإنتاج والأموال التي وظفت في التظاهرات الثقافية المختلفة منذ 2003 و”سنة الجزائر في فرنسا”، إلى تظاهرة “الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007”، ثم المهرجان الثقافي الإفريقي و”قسنطينة عاصمة الثقافة 2015”.  تغيب الجزائر الرسمية مع كل هذا عن مهرجان “كان”، بينما حضر مرزاق علواش بأفلامه في مهرجانات عديدة، وتغيب الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي المؤسسة المكلفة بترقية السينما الجزائرية، إلا من الحضور في القرية السينمائية، التي خصصت فيها جناحا هذا العام أيضا، وحضورها في سوق الأفلام، لكن يبقى التساؤل من يشتري أفلام جزائرية، بعضها لم يرتق حتى إلى الذوق الجزائري المحلي، فما بالك العالمي؟العرب يحضرون في القصير فقطيغيب الفيلم العربي منذ سنوات عن فعاليات المهرجان العالمي في دورة 2015 وما يعمّق أثر هذا الغياب هو نجاحات السنوات الأخيرة خصوصا مع التونسي عبد اللطيف كشيش والموريتاني عبد الرحمن سيساكو. ستقتصر المشاركة العربية، هذا العام، على فيلمين قصيرين ومشاركات في المسابقات غير الرسمية. الفيلم القصير الأول “الزولية” للمخرج الكويتي، صادق بهبهاني، والفيلم الثاني “حياة طاهرة”.كما يتأهّب المخرج مهند دياب للسفر إلى فرنسا للمشاركة بفيلمه التسجيلى القصير في ركن الفيلم القصير، وقد أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان “كان” السينمائي، اختيار المخرجة السعودية “هيفاء المنصور” لتكون ضمن أعضاء لجنة تحكيم فعالية “نظرة ما”.وأعلن الموقع الرسمي لمهرجان “كان”، أن اختيار هيفاء جاء بسبب مكانتها المرموقة التي حازتها إثر تجربتها السينمائية في الفيلم السعودي “وجدة”، الذي حقق نجاحات كبيرة في عدد من المهرجانات، من ضمنها مهرجان “فنيسيا” السينمائي الدولي، إضافة للفوز بجائزة “المهر العربي” في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وتمثيل المملكة العربية السعودية في المنافسة على أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وقطع شوط واسع في تلك التصفيات.لجنة تحكيم بلغات متعددةاعتبر متتبعو مهرجان “كان” أن لجنة تحكيم الدورة 68 مميزة جدا، أولا برئاستها، حيث لأول مرة يرأس اللجنة ثنائي، بالإضافة إلى أنهما أخوين ومخرجين وهما جوال وإيتون كوان، وقد تحصلا سنة 2008 على أربع أوسكارات عن فيلمهما “لا وطن للرجل العجوز” من بينها أوسكار أحسن فيلم وأحسن إخراج وشاركا آخر مرة في مهرجان “كان” سنة 2013.تتميز لجنة التحكيم بكونها متعددة اللغات وفي نكتة تداولتها الصحافة، أنه في هذا العام صعب الحديث مع اللجنة مجتمعة، لأنه على الإعلامي أن يتقن على الأقل أربع لغات، اللجنة متكونة من شخصيات قادمة من الجهات الأربع للعالم، نجد أولا الممثلة المدللة “روسي دوبالما” من إسبانيا، “سوفي مارسو” من فرنسا، “سينا ميلار” من بريطانيا، “روكيا تراوري” ممثلة مالية و”غيليمو دال تورو” مخرج مكسيكي و”كزافي يدولان” من كندا و”جاك غيلانآل” من الولايات المتحدة الأمريكية.  الجدير بالذكر، أن النجمة الأمريكية “إيزابيلا روسوليني”، هي التي تترأس لجنة التحكيم “نظرة ما”، كما تضم اللجنة في عضويتها المخرجة اللبنانية، نادين لبكي، والنجم الفرنسي الجزائري الأصل، طاهر رحيم، إضافة إلى النجم اليوناني، بانوس كوزاس.     

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات