+ -

رفضت المحكمة الإدارية لمونبوليي الفرنسية، أمس، الدعوى القضائية التي تقدمت بها التنسيقية المناهضة للإسلاموفوبيا ضد رئيس بلدية بيزيي، روبير مينار، بعد إعداده إحصاء حول ديانة تلاميذ المدينة، التي قال إن 64,5 منهم مسلمون. سعى عمدة بلدية بيزيي، روبير مينار، إلى المصالحة مع مسلمي فرنسا الذين تظاهروا، مؤخرا، ضد تصريحاته العنصرية وإحصائه للتلاميذ المسلمين بشكل يخالف حتى القوانين الفرنسية، حيث اتصل مدير ديوانه برئيس مسجد بيزيي الكبير، وضرب له موعدا، غدا الأربعاء، من أجل التحاور مع مينار بغية إيجاد حلول للمآزق.غير أن رئيس المرصد ضد الإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، حرص على أن يكون هناك طلب كتابي من رئيس بلدية بيزيي، ووفقا لشروط يحددها مسؤولو الهيئات الممثلة لأعضاء الجالية المسلمة، وليس روبير مينار، لخوض الحوار، من ضمنها ضرورة حضور الاجتماع كلا من رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بالمقاطعة، إلى جانب رئيس المرصد، مع تحديد الموعد والتوقيت الذي يراه مسؤولو هذه الهيئات مناسبا.طلب المصالحة جاء عقب تجند المنظمات المسلمة، على رأسها المرصد الوطني المناهض للإسلاموفوبيا بفرنسا، إلى جانب الجمعيات الفرنسية والأحزاب اليسارية، في سلسلة من المظاهرات ضد العنصرية، حيث شهدت مدينة بيزيي، نهاية الأسبوع الماضي، حركية غير عادية على مدى يومين، إذ نظمت من جهتها الهيئات الممثلة للجالية المسلمة بفرنسا مسيرة احتجاجية، تندد بالتصريحات التي جاءت على لسان عمدة البلدية، روبير مينار، منتصف الأسبوع الفارط، حيث صرح علنا على بلاطو “فرانس 2” أن هناك عددا هائلا من التلاميذ المسلمين المتمدرسين ببلدية بيزيي يقارب نسبة 65 في المائة، مستخدما بذلك الإحصائيات الإثنية بتعليق قوائم التلاميذ نسبة إلى ألقابهم ذات الأصول العربية، مشيرا إلى أنه من السهل معرفة لقب “محمد” بأنه مسلم، الأمر الذي يمنعه القانون الفرنسي.وعلى إثر ذلك، ناشد رئيس المرصد الوطني ضد الإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، في كلمة ألقاها من أمام مقر بلدية بيزيي، الحكومة الفرنسية تنحية روبير مينار من منصبه، موجها كلمته إلى هذا الأخير الذي لم يخجل من فعلته، موضحا بأنه لم يبق بفرنسا سوى تعليق نجمة خضراء على صدور المسلمين بدل النجمة الصفراء التي كانت تستعمل للتمييز بين أبناء اليهود والفرنسيين سنوات 1938 – 1940، داعيا إياه لقراءة التاريخ الذي يفرض على مسلمي فرنسا رفع رؤوسهم وعدم طأطأتها بفضل مساهمة أولياء وأجداد هؤلاء التلاميذ المسلمين في الحرب العالمية الأولى حيث تحررت فرنسا وأوروبا. وأفاد زكري لـ”الخبر” بأن مسيرة الجمعة بدأت من مقر البلدية وانتهت أمام مقر الدائرة، وجمعت قرابة 4 آلاف متظاهر من مختلف الشرائح، على رأسهم التلاميذ المستهدفين، للتنديد بالعنصرية، حاملين لافتات عليها شعارات “دعنا في سلام”، “مينار اصمت”، “اسمي محمد وأنا فرنسي”، “اسمي روبير وأنا مسلم”، “فيشي 1940 فرنسا 2015”، “مينار الخجل”، وفي اليوم الموالي جاء الدور على الجمعيات الفرنسية والأحزاب اليسارية على رأسهم كارول دالغا. وفي السياق ذاته، أعلن عبد الله زكري نفسه لـ”الخبر” بأن المرصد سيتأسس طرفا مدنيا في قضية روبير مينار، مشيرا إلى أنه لأول مرة تحركت العدالة من تلقاء نفسها لمتابعة شخص من أجل فعل “إسلاموفوبيا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات