لسنا ندري هل الرئيس بوتفليقة يريد تنحية بن صالح من على رأس الأرندي واستبداله بأويحيى، أم يريد تنحية أويحيى من على رأس الأمانة العامة للرئاسة..؟ !الواضح أن بن صالح ما يزال ينتظر الإشارة من بوتفليقة لمغادرة الأرندي.. لأن الرئيس بوتفليقة هو الأمين العام الفعلي للأرندي، تماما مثلما هو الأمين العام الفعلي للأفالان.الرئيس هو رئيس الجمهورية وهو حامي الدستور وعافسه المخوّل له عفسه متى شاء! وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وغير المسلحة، حتى ولو كانت حالته الصحية لا تسمح له بأن يردّ التحية العسكرية لمن (يڤردف له) في قيادة الجيش؟!الرئيس هو رئيس الحكومة.. وهو زعيم المعارضة الشرسة والعاقلة على السواء.. هو من يعيّن الوزراء والولاة والسفراء الصالحين والفاسدين على السواء، ولكنه ليس مسؤولا عن فساد الوزراء والسفراء والولاة!هو القاضي الأول في البلاد، وهو رئيس السجانين، يملك حق العفو المطلق والعقاب المطلق!هو رئيس من يرأس البرلمان بغرفتيه، ورئيس من يشرّع في البرلمان وغير البرلمان.. ولكنه غير مسؤول عن فساد القوانين التي تشرّع بناء على أوامره وبأوامر منه!الرئيس يتصرف مع المسؤولين في دواليب الدولة والأحزاب بمنطق خالق السماوات! فيهدي الرئيس المسؤول في الحكومة أو البرلمان أو زعامة الأحزاب (النجدين) إما شاكرا وإما كفورا.. ويحكم بعد ذلك على نشاطه بالمآلات! لهذا فبن صالح على حق حين ينتظر إشارة من الرئيس ليغادر الحزب أو البرلمان.. تماما مثلما جاءت إشارة ليستقيل من البرلمان كمنتخب ليعيّنه الرئيس على رأس مجلس الأمة في حركة كاريكاتورية خالية من الأخلاق القانونية والأعراف السياسية.بالأمس، قال الرئيس لبن صالح كن على رأس الأرندي فكان.. واليوم قد يقول أيضا لأويحيى كن على رأس الأرندي فيكون، ولا وجود لمناضلين ولا إطارات في هذا الحزب وفي غيره من الأحزاب لا يخضعون للإرادة المطلقة للرئيس! هو المسؤول عن سقوط الغيث وعن جفاف الحقول أيضا؟!لكن يبقى السؤال الذي ينبغي طرحه هو: ماهي الحكمة السياسية من عودة أويحيى إلى مكانه وإبعاد بن صالح من مكانه؟! فهل هي عقوبة لأويحيى أم ترقية له؟! والحال أنه يراد إبعاده من الرئاسة بتحريك حكاية الأرندي!الأكيد أن أويحيى يعرف بالتدقيق ما يفكّر فيه الرئيس، مثلما يعرف الرئيس بالتدقيق ما يفكر فيه أويحيى! وهذه هي إحدى صور التداول على السلطة على الطريقة الجزائرية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات