قبل 50 يوما عن هذه اللحظة، دخلت البلاد في دوامة يأس بعد إعلان ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة. كانت علامات الهزيمة النفسية بادية من رتابة المشهد الذي لم يكن يُسمع فيه إلا ضجيج المتزلفين، وقد وصل بهم الحال إلى ما يشبه "تأليه" الرئيس العاجز، كل ذلك أمام دهشة الجزائريين الذين لم يجدوا إلا السخرية كوسيلة للهروب من ذلك الواقع.
مزهوّا بنفسه، قال معاذ بوشارب، منسق الأفالان، يوم 9 فيفري الذي احتشد فيه أنصار "العهدة الخامسة" في القاعة البيضوية، إن الاجتماع القادم سننظمه في ملعب 5 جويلية. لم يكن يعلم هذا السياسي الذي جعله محيط الرئيس في ظرف أيام فتى ذهبيا يغدقون عليه بالمناصب والألقاب، أنه كان يبني قبره السياسي بنفسه. فقد كانت كلماته التمجيدية في حق الرئيس بداية لإطلاق شرارة مسار النهاية. كان ذلك الاجتماع في القاعة البيضوية، الذي حضره الوزراء والسفراء وموظفو الرئاسة وقادة الحملة، "لعنة" على العهدة الخامسة، ومنه انطلق سكّين السخرية الحاد، بعد أن صُدم الجزائريون لهول ما رأوا وهم يشاهدون أناسا من بني جلدتهم تُملأ بهم القاعة فقط من أجل "ساندويتش كاشير". دخلت هذه الأكلة، فجأة، القاموس السياسي وأصبحت لقبا دميما يطلق على محترفي تجارة التزلف للرئيس. اختصرت كلمة "الكاشير" تعاريف طويلة لظاهرة "الشيتة" (التزلف) التي أصبحت مذهبا سياسيا لمن يريد تحقيق مصلحته في أقصر وقت، حتى ولو كان ذلك على حساب الوطن ومصيره.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات