في الماضي، كان الرئيس يشكل الحكومة قبل تعيين رئيس للحكومة الجديد، وكان الرئيس يسلم الوافد الجديد لقصر الحكومة قرار تعيينه وقرار تعيين الحكومة بأسماء الوزراء! يتم ذلك قبل استقالة الحكومة القديمة وتعيين رئيس الحكومة الجديد، فماذا حدث حتى يبقى بدوي أسبوعين وهو يبحث عن أعضاء حكومته ولا يجدهم، هل حقيقة أن الرجل لم يجد من يقبل بتولي الوزارات من الناس المحترمين أم أن الأمر له علاقة بالصراعات الكبيرة بين سرايا الحكم على مناصب الوزراء؟! معلوماتي الأكيدة تقول إن الوزير الأول يواجه رفضا أكيدا من الناس الشرفاء لتولي الوزارات؟! لكن في نفس الوقت يواجه بدوي صعوبات كبيرة من طرف جماعات المصالح والمال الذين يسعون إلى الإبقاء على الوجوه القديمة في الحكومة بل وتحويل بعضها إلى وزارات حساسة؟! فالمعلومات تقول: إن جماعة كونيناف الضاغطة قد ضغطت على بدوي لنقل وزيرة من الوزارة التي كانت تشرف عليها في الحكومة المستقيلة إلى وزارة الداخلية، وأن كونيناف استخدم حتى نائب الوزير الأول لعمامرة للضغط على بدوي لقبول هذا الأمر، بحجة أن تعيين هذه الوزيرة في الداخلية هي رسالة إلى النساء في الجزائر للكف عن الحراك، ورسالة للغرب بأن الوضع في الجزائر تغير بقبول امرأة على رأس وزارة الداخلية، ولكن بدوي رفض هذا الأمر بشدة قائلا إنه سيؤدي إلى زيادة التهاب الشارع! والذباب الإلكتروني المتواجد في فيلا كونيناف يدفع في هذا الاتجاه؟! ويتحدث عارفون عن الأمر بالقول: إن لعمامرة وكونيناف لا يريدان بقاء بدوي على رأس الحكومة، ولذلك عمدا إلى تلغيم حكومته بمثل هذه الممارسات، وتفطن بدوي لهذه المؤامرة! ووصل به الحال إلى أن اشتكى أمره إلى نائب وزير الدفاع ڤايد صالح الذي يكون ناصره في الرفض لهذه المهزلة! لأنها لو تمت سيؤدي الأمر إلى المطالبة بتعيين وزيرة للدفاع! أسوة بفرنسا ودلالة على التحديث في الحكم؟! الضغط على بدوي في تشكيل الحكومة قد يؤدي إلى استقالته، وهو ما يدفع إليه من أتى بالأخضر الإبراهيمي ولعمامرة كبديل لبوتفليقة الذي انتهى عمليا، لهذا يدفع هؤلاء إلى زيادة التعفن بهذه الممارسات كي يسرعوا من رحيل الرئيس واستلام الحكم منه وتقديمه للشعب على أنه تغيير؟!كل الناس تعرف أن ڤايد صالح هو من فرض العهدة الرابعة لقطع الطريق على سلال، وربما يكون هو أيضا من فرض العهدة الخامسة لقطع الطريق على أويحيى الذي بدأ منذ عام في تحضير نفسه لخلافة بوتفليقة! وقد يكون مجيء لعمامرة كتعويض لجماعة أويحيى بعد إبعاده من الحكومة!يتحدث الناس أيضا عن صراع حول وزارة العدل، فجماعات الضغط تبارك بقاء لوح على رأس وزارة العدل بحجة امتلاكه ملفات خطيرة لا يمكن أن تقع في يد موالين للحراك؟! رغم أن قطاع العدل قد أنهى عمليا لوح من الوزارة بموقف المحامين والقضاة؟! لعمامرة بدا وكأنه في حالة استعجال لخلافة بدوي تمهيدا لخلافة بوتفليقة لاحقا، حتى أنه ذهب إلى الغرب والشرق في هذا الظرف للدعوة لنفسه وليس للرئيس، لأنه لا يمكن أن نتصور ديبلوماسيا محنكا ينقل قضايا بلده إلى الخارج ويقول لهم: إن الجزائر قادرة على حل مشاكلها دون تدخل غيرها! اللعبة مكشوفة، فالأمر يتعلق بتسريع رحيل بوتفليقة واحتلال مكانه على حساب النظام المتهالك وعلى حساب الشعب المتظاهر، لكن الحراك تفطن إلى هذا الأمر ويردد في شعاراته “فاقو”.. “ترحلوا ڤاع يعنى ترحلوا ڤاع”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات